الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> هين ما يقول فيك اللاحي >>
قصائدالبحتري
هين ما يقول فيك اللاحي
البحتري
- هَيّنٌ ما يَقُولُ فيكَ اللاّحي
- بَعْدَ إطْفَاءِ غُلّتي والتِيَاحي
- كنتُ أشكو شكوَى المُصرِّحِ، فالآ
- نَ أُلاقي النّوَى بدَمْعٍ صُرَاحِ
- هَلْ إلى ذي تَجَنّبٍ مِنْ سَبيلٍ،
- أمْ عَلى ذي صَبَابةٍ مِنْ جُنَاحِ
- فَسَقَى جانِبَ المَنَاظِرِ، فالقَصْـ
- ـرِ هَزِيمُ المُجَلْجِلِ السّحّاحِ
- حينَ جاءَتْ فَوْتَ الرواحِ، فقُلْنا
- أيُّ شَمْسٍ تَجِيءُ فَوْتَ الرواحِ
- هَزّ منها شَرْخُ الشّبابِ، فجالَتْ
- فَوْقَ خَصْرٍ كَثيرِ جَوْلِ الوِشاحِ
- وأرَتْنَا خَدّاً يُرَاحُ لَهُ الوَرْ
- دُ، وَيَشْتَمُّهُ جَنَى التّفّاحِ
- وَشَتيتاً يَغُضُّ مِنْ لُؤلؤ النّظْـ
- ـمِ وَيُزْرِي على شَتِيتِ الأقاحي
- فأضَاءَتْ تَحْتَ الدُّجُنّةِ للشَّرْ
- بِ وَكَادَتْ تُضِيءُ للمِصْبَاحِ
- وأشَارَتْ إلى الغِنَاءِ بألْحَا
- ظٍ مِرَاضٍ مِنَ التّصَابي، صِحَاحِ
- فَطَرِبْنَا لَهُنّ قَبْلَ المَثَاني،
- وَسَكِرْنا مِنْهُنّ قَبلَ الرّاحِ
- قد تُديرُ الجُفُونُ مِنْ عَدَمِ الألْبا
- بِ مالا يَدُورُ في الأقْداحِ
- يا أبا مُسْلِمٍ! تَلَفّتْ إلى الشّرْ
- قِ، وأشرِفْ للبَارِقِ اللّمّاحِ
- مُسْتَطِيراً، يَقُومُ في جانِبِ اللّيْـ
- ـلِ عَلى عَرْضِهِ مَقَامَ الصّبَاحِ
- وَمُنِيفاً، يُريكَ مَنْبِجَ نَصّاً،
- وَهيَ زهرَاءُ من جَمِيعِ النّوَاحي
- وَرِياضاً، بَينَ العُبَيْديّ، فالقَصْـ
- ـرِ، فأعلى سِمْعَانَ، فالمُسْتَرَاحِ
- عَرَصَات، قد أبرَحَتْ حُرَقُ الشّوْ
- قِ إلَيْهِنّ، أيَّما إبْرَاحِ
- فإذا شِئْتَ، فادفَعِ العِيسَ يُنْحَتْـ
- ـنَ بحَرّ الوَجيفِ، نَحتَ القِداحِ
- لِتُعينَ السّحابَ، ثَمّ، على إسْـ
- ـقَاءِ أرْضٍ غرْبَ الفُراتِ بَرَاحِ
- لا تَتِمُّ السّقْيَا بساحَةِ قَوْمٍ،
- لمْ يَبِيتُوا في نَائِلٍ وَسَماحِ
- وَلَعَمْرِي لَئنْ دَعَوْتُكَ للجُو
- دِ، لَقِدماً لَبّيْتَني بالنّجَاحِ
- خُلُقٌ كالغَمَامِ، لَيْسَ لَهُ بَرْ
- قٌ سِوَى بِشْرِ وَجهِكَ الوَضّاحِ
- إرْتِيَاحَاً للطّالبينَ، وَبَذْلاً
- والمعَالي، للبَاذِلِ المُرْتَاحِ
- أيُّ جَدّيْكَ لم يَفُتْ، وَهوَ ثانٍ
- مِنْ مَسَاعيهِ، ألْسُنَ المُدّاحِ
- وَكِلاَ جَانِبَيْكَ سَبْطُ الخَوَافي،
- حينَ تَسمُو، أثيثَ رِيشِ الجَناحِ
- شَرفٌ بَينَ مُسلِمٍ، مُسلِمِ المجـ
- دِ، وعَبدِ العَزِيزِ، والصّبّاحِ
المزيد...
العصور الأدبيه