الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> هل للندى عدل فيغدو منصفا >>
قصائدالبحتري
هل للندى عدل فيغدو منصفا
البحتري
- هل للنّدى عَدلٌ، فيَغدو مُنصِفاً
- مِن فِعلِ إسماعيلِهِ ابنِ شِهابِهِ
- ألْعَارِضُ الثّجّاجُ في أخْلاقِهِ،
- وَالرّوْضَةُ الزّهْرَاءُ في آدابِهِ
- أزْرَى بهِ، مِنْ غَدْرِهِ بصَديقِهِ
- وَعُقُوقِهِ لأخيهِ، مَا أزْرَى بِهِ
- في كُلّ يَوْمٍ وَقْفَةٌ بِفَنَائِهِ،
- تُخزِي الشّريفَ، وَرَدّةٌ عن بابِهِ
- إسْمَعْ لغَضْبانٍ تثَبّثَ سَاعَةً،
- فَبَداكَ قَبْلَ هجَائِهِ بعِتابِهِ
- تالله يَسْهَرُ في مَديحِكَ لَيْلَهُ
- مُتَمَلْمِلاً، وَتَنَامُ دونَ ثَوَابِهِ
- يَقظَانُ يَنْتَخِبُ الكَلامَ، كأنّه
- جَيشٌ لَدَيْهِ يُرِيدُ أنْ يَلقى بِهِ
- فأتى بهِ كالسْيفِ رَقرَقَ صَيقَلٌ،
- ما بَينَ قائِمِ سِنْخِهِ وَذُبَابِهِ
- وَحَجَبْتَهُ حَتّى تَوَهّمَ أنّهُ
- هَاجٍ أتَاكَ بشَتمِهِ وَسِبابِهِ
- وَإذا الفتى صَحِبَ التّباعُدَ وَاكتَسَى
- كِبْراً عَليّ، فلَستُ من أصْحابِهِ
- وَلَرُبّ مُغرٍ لي بعرضِكَ زَادَني
- غَيظاً بجِيئَةِ قَوْلِهِ وذَهَابِهِ
- لَوْلا الصّفَاءُ وَذِمّةٌ أَعْطَيْتُها
- حَقَّ الوفاءِ، قضَيتُ من آرَابِهِ
المزيد...
العصور الأدبيه