الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> هل فيكم من واقف متفرس >>
قصائدالبحتري
هل فيكم من واقف متفرس
البحتري
- هَلْ فيكُمُ مِنْ وَاقِفٍ مُتَفَرِّسِ،
- بَعدي على نَظَرِ الظّبَاءِ الأُنَّسِ
- أثّرْنَ في قَلْبِ الخَليّ مِنَ الجَوَى،
- وَمَلَكْنَ مِنْ قوْدِ الأبيّ الأشْوَسِ
- مِنْ كُلّ مُرْهَفَةِ القَوَامِ غَرِيرَةٍ،
- جُعِلَتْ مَحَاسِنُهَا هَوًى للأنْفُسِ
- تَغْدُو بعَطْفَةِ مُطْمِعٍ، حتّى إذا
- شُغِلَ الحَليُّ ثَنَتْ بصَدْفةِ مُؤِيسِ
- شاهَدْتُ أيّامَ السّرُورِ، فَلَمْ أجدْ
- يَوْماً يَسرُّ كيَوْمِ دَعوَةِ يُونُسِ
- أدْنَى مَزَارٍ وَسْطَ أحْسَنِ بُقْعَةٍ،
- وأجَلُّ زُوّارٍ لأبْهَى مَجْلِسِ
- في رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ يُشرِقُ نَوْرُهَا،
- تُسْقَى مُجَاجَاتِ الغُيُومِ البُجَّسِ
- فَخَرَ الرّبيعُ على الشّتَاءِ بِحُسْنِها،
- وَكَفَى حضُورُ الوَرْدِ فَقْدَ النّرْجسِ
- لا تَسْقِيَانِي بالصّغِيرِ، فإنّهُ
- يَوْمٌ تَلِيقُ بِهِ كِبَارُ الأكْؤسِ
- إسْعَدْ، أمِيرَ المُؤمِنِينَ، بِدَوْلَةٍ
- تَغدُو عَلَيْكَ بكُلّ حَظٍ مُنفِسِ
- فَلِحُسْنِ وَجْهِكَ في القُلُوبِ مَحَلّةٌ
- خُصّتْ إلى جَذَلٍ، بها مُتَلَبِّسِ
- بَدْرٌ لَنَا، فَمَتَى عَرَتْنَا وَحْشَةٌ
- جَلّيْتَهَا بِضِيَاءِ وَجْهٍ مُؤنِسِ
المزيد...
العصور الأدبيه