الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> هلا سألت بجو ثهمد >>
قصائدالبحتري
هلا سألت بجو ثهمد
البحتري
- هَلاّ سألتَ، بجَوّ ثَهْمَدْ،
- طَلَلاً لِمَيّةَ قَدْ تَأبّدَا
- دَرَسَتْ عِهَادُ الغَيْثِ مِنْـ
- ـهُ، فحالَ عمّا كنتَ تَعهَدْ
- وَلقَدْ يُساعَفُ ذا الهَوَى
- بأوَانِسٍ كالوَحشِ، خُرَّدْ
- يُلْقينَ أشْجَانَ الصّبَا
- بةِ في قلوبِ ذوي التّجَلّدْ
- مِنْ كُلّ أهْيفَ مُرْهَفٍ،
- أوْ أجْيَدِ اللَّبَتَينِ أغْيدْ
- غُصْنٌ يَشُفّكَ إنْ تَعَطّـ
- ـفَ للتّثَنّي، أوْ تَأوّدْ
- بتَصَرّفِ الطَّرْفِ العَلِيـ
- ـلِ وَحُمرَةِ الخَدّ المُوَرَّدْ
- قَدْ قُلْتُ للرّكْبِ العُفَا
- ةِ يَجورُ هاديهِمْ، وَيَقصِدْ
- مَا للمَحَامِدِ مُبْتَغٍ،
- إلاّ الأغَرُّ أبُو مُحَمْدْ
- وإذا المَحاسِنُ أعرَضَتْ،
- فنِظامُها الحسنُ بنُ مَخلَدْ
- ما شِئتَ مِنْ طَوْلٍ وَإحْسا
- نٍ وَمِنْ كَرَمٍ وَسُؤدَدْ
- ذاكَ المُرَجّى وَالمُؤمَّلُ
- وَالمُبَجَّلُ وَالمُحَسَّدْ
- وَأخو التّكَرْمِ والتّفَضّلِ
- وَالتّحَلّمِ وَالتحمّدْ
- مَنْ لا يُعَاتَبُ في الوَفَا
- ءِ، ولا يلاَمّ، وعلا يُفَنَّدْ
- نَصَحَ الخَلائِفَ جَامِعاً
- لقَرَائَنِ الشّمْلِ المُبَدَّدْ
- وَأقَامَ مِنْ صَعَرِ الأُمُو
- رِ وَقدْ أبَتْ إلاّ التّأوّدْ
- بأصَالَةِ الرّأيِ الزّنيـ
- ـقِ، وَصِحّةِ العَزْمِ المُجرَّدْ
- فلِكُلّ أمْرٍ حَادِثٍ
- ضَرْبٌ مِنَ التّدبيرِ أوْحَدْ
- لا يُعْمِلُ القَوْلَ المُكَرَّرَ
- فيهِ وَالرأيَ المُرَدَّدْ
- ظَنٌّ يُصِيبُ بهِ الغُيُوبَ
- إذا تَوَخّى، أوْ تَعَمّدْ
- مِثْلُ الحُسامِ، إذا تَألّقَ،
- وَالشّهابِ، إذا تَوَقّدْ
- وَليَ السّيَاسَةَ وَاسِطاً
- بَينَ التّسَهّلِ وَالتّشَدّدْ
- كالسّيفِ يَقطَعُ وَهْوَ مَسْـ
- ـلُولٌ، وَيُرْهِبُ وَهوَ مُغمَدْ
- تَمَّتْ لَكَ النُّعْمَى وَدَا
- مَ لكَ التَّعَلّي والتَّزَيُّدْ
- فَلأنْتَ أصْدَقُ مِنْ شَآ
- بيبِ الغَمامِ نَدًى، وَأجوَدْ
- تَعقيدُ أحْمَدَ ضَرّني،
- وَإذا أمْرتَ أطاعَ أحمَدْ
- لا أُحْرَمَنْ تَعجيلَ مَا
- قَدّمتَ من رأيٍ، ومَوْعِدْ
المزيد...
العصور الأدبيه