الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> هذا الحبيب فمرحبا بخياله >>
قصائدالبحتري
هذا الحبيب فمرحبا بخياله
البحتري
- هَذا الحَبيبُ، فمَرْحَباً بخَيالِهِ،
- أنّى اهتَدى، وَاللّيلُ في سِرْبالِهِ؟
- بَل كيفَ زَارَ، وَدونَهُ مَجهولَةٌ
- مِنْ سَبسَبٍ قَفْرٍ، تَمورُ بِآلِهِ
- سَارٍ تَجاوَزَ مِنْ شَقائِقِ عالجٍ،
- بُعْدَ المَدَى منْ سَهلِهِ وَجِبالِهِ
- حتّى تَقَنّصَهُ الكَرَى لمُتَيَّمٍ،
- لَوْلا الكَرَى لَشفَاهُ مِنْ بَلبَالِهِ
- رَشأٌ كأنّ الشّمسَ، يوْمَ دُجُنّةٍ،
- حَيرَاءُ بَينَ حُجُولِهِ وَحِجَالِهِ
- وَمُنَعَّمٍ هَجَرَ السّرُورُ بهَجرِهِ
- لمُحبّهِ، وَوِصَالُهُ بوِصَالِهِ
- وَاهاً لأيّامٍ، غَنِينَا مَرّةً
- بنَعيمِها، وَالدّهْرُ في إقْبَالِهِ
- أبَني حُمَيْدٍ، طالَ مَجدُ محَمّد
- لَمّا تَطَاوَلْتُمْ لِبُعْدِ مَنَالِهِ
- وَلكُمْ، وولَسْتُمْ لاحِقِينَ بشأوِهِ،
- شرَفٌ تظَلُّ الشّمسُ تحتَ ظِلالِهِ
- لا تَحسدُوهُ فَضْلَ رُتبَتِهِ، التي
- أعيَتْ علَيكُمْ، وَافعَلوا كفِعالِهِ
- مَلِكٌ أطاعَتْهُ العُلاَ، وَأطاعَها
- في مالِهِ، وَعَصَى على عُذّالِهِ
- جَزْلُ المَوَاهبِ ليسَ تُرْفعُ غايةٌ
- للمَجْدِ، إلاّ نَالَهَا بِنَوَالِهِ
- مُتَنَقّلٌ مِنْ سُؤدَدٍ في سُؤدَدٍ،
- مثلُ الهِلالِ جَرَى إلى استِكمالِهِ
- يا أيّها المَلِكُ، الذي قسَمَ النّدَى
- نِصْفَينِ بَينَ يَمينِهِ وَشِمَالِهِ
- فََأجازَ حُكْمَ السّيفِ في أعدائِهِ،
- فمَضَى، وَحكّمَ الجُودِ في مالِهِ
المزيد...
العصور الأدبيه