الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> هجرت وطيف خيالها لم يهجر >>
قصائدالبحتري
هجرت وطيف خيالها لم يهجر
البحتري
- هَجَرَتْ وَطَيفُ خَيَالِهَا لم يَهجُرِ،
- وَنأتْ بحاجةِ مُغرَمٍ لمْ يُقْصِرِ
- وَدَعَتْ هَوَاكَ بمَوْعِدٍ مُتَيَسّرٍ
- يَوْمَ اللّقَاءِ، وَنَائِلٍ مُتَعَذِّرِ
- مُسْتَهْتَرٌ بالظّاعِنِينَ، وَفيهِمِ
- صَدٌّ يُضَرِّمُ لَوْعَةَ المُسْتَهْتَرِ
- تسل المنازل عنهم، وعلة اللوى
- دمن دوارس إن تسل لا تخبر
- وَمن السّفاهَةِ أن تَظّلّ مُكَفكِفاً
- دَمعاً على طَلَلٍ تأبّدَ مُقفِرِ
- زَادَتْ بَني يَزْدَادَ، في عَلْيائِهِمْ،
- شِيَمٌ كَرُمنَ وأنعُمٌ لم تُكْفَرِ
- أقمار مرو الشاهجان إذا دجا
- خطب، وأنجم ليلها المستحسر
- أحْلاَمُهُمْ قُلَلُ الجِبَالِ رَسَا بها
- وَزْنٌ، وأيديهِمْ غِمَارُ الأبحُرِ
- فَسَقَتْ عِبيدَ الله، والبَلَدَ الذي
- يَحْتَلُّهُ، دِيَمُ الغَمامِ المُغْزِرِ
- أمَلٌ يُطِيفُ الرّاغِبُونَ بِظِلّهِ،
- وَمَعَاذُ خائِفَةِ القُلُوبِ النُّفّرِ
- عَضْبُ العزِيمَةِ لا يَزَالُ مُعَرِّفاً
- مَعْرُوفَ عائدَةٍ، وَمُنكَرَ مُنكِرِ
- مُتَوَاضِع، وأقَلُّ ما يَعتَدُّهُ
- في المَجدِ يُوجبُ نَخوَةَ المُستكبرِ
- إنْ يَدنُ يكفِ الغائبينَ، وإن يَغِبْ
- لا يَكفِنا منْهُ دُنُوُّ الحُضّرِ
- لله ما حَدَتِ الحُداةُ وَمَا سَرَتْ
- تَخْدي بهِ قُلُصُ المَهارِي الضُّمّرِ
- مُتَقَلْقِلاتٍ بالسّماحةِ والنّدَى،
- يَطلُبنَ خَيفَ مِنًى، وَحِنوَ المَشعرِ
- حتّى رُمينَ إلى الجِمَارِ ضَحِيّةً،
- والرّكبُ بَينَ مُحَلِّقٍ وَمُقَصِّرِ
- وَثَنَينَ نَحوَ قُصُورِ يَثرِبَ آخِذاً
- مِنهُنّ سَيرُ مُغَلِّسٍ وَمُهَجِّرِ
- يَجشَمْنَ مِنْ بُعْدٍ أداءَ تَحِيّةٍ
- للقَبْرِ، ثُمّ، ومَسحَةٍ للمِنْبَرِ
- حَجٌّ تَقَبّلَهُ الإلَهُ، وأوْبَةٌ
- كانَتْ شِفَاءَ جَوًى لَنا وَتَذكُّرِ
- نَفْسِي فِدَاؤكَ إنّ شَوْقاً مُفرِطاً
- مِن مَعشَرٍ، وَتَولُّهاً من مَعشَرِ
- أنَا وَفْدُ نازِلَةِ الشّمالِ لِعِظمِ ما
- يَعنِيهِمِ، وَلِسانُ أهلِ العَسكَرِ
- قد أُعطِيَتْ بَغدادُ منكَ نهايةَ الـ
- ـحَظِّ المُقَدَّمِ، والنّصِيبِ الأوْفَرِ
- فاقْسِمْ لسامِرّاءَ قِسمَةَ مُنصِفٍ،
- تَجذَلْ قلُوبُ الأوْلِيَاءِ وَتُسرَرِ
- ألْمِمْ بقَوْمٍ أنتَ أرْضَى عِندَهُمْ،
- وأجَدُّ من عَهدِ الرّبيعِ الأزْهَرِ
- مُتَطَلّعينَ إلى لِقَائِكَ، أصْبَحوا
- بَينَ المُخَبِّرِ عَنكَ، والمُسْتَخبِرِ
- مِنْ وَامقٍ مُتَشَوّقٍ، أوْ آمِلٍ
- مُتَشَوّفٍ، أو رَاقِبٍ مُتَنَظّرِ
- سَكَنُوا إلَيْكَ سَكُونَهُمْ لو نالهم
- جَدْبٌ إلى صَوْبِ السّحابِ المُمطرِ
- وَجّهْ رِكَابَكَ مُصْعِداً يَصْعَدْ بِنَا
- جِدٌّ ويحْلُ بِما نُروم وَنَظْفَرِ
المزيد...
العصور الأدبيه