الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> نهيتكم عن صالح فأبى بكم >>
قصائدالبحتري
نهيتكم عن صالح فأبى بكم
البحتري
- نَهَيْتُكُمُ عن صالحٍ، فأبَى بِكُمْ
- لَجاجُكُمُ إلاّ اغْتِرَاراً بِصَالِحِ
- وَحَذّرْتُكُمْ أنْ تَرْكَبُوا الَغيَ سادراً
- فَيَطرَحَكُمْ في مُوبِقاتِ المَطارِحِ
- وَماذا نَقَمْتُمْ مِنْهُ، لَوْلا اعتِسَافُكمْ
- وَتَلْجيجُكُمْ في مُظْلِمِ اللُّجّ طافحِ
- نَصِيحُ أمِيرِ المؤمِنِينَ وَسَيْفُهُ،
- وَمَا مُضْمِرٌ غِشّاً كآخَرَ ناصِحِ
- تُؤيّدُ رُكْنَيْهِ المَوالي، وَيَعْتَزِي
- إلى مَذهَبٍ، عندَ الخَليفَةِ، واضِحِ
- تَكَشّفَ عَنْ أسْرَارِهِ وَغُيُوبِهِ
- تَكَشُّفَ نَجمٍ، في الدُّجُنّةِ، لائِحِ
- وَكَانَتْ لَهُمْ مَندوحَةٌ عَنْ عِنَادِهِ،
- لَوَ أنّكُمُ اختَرْتُمْ عَفيَّ المَنادِحِ
- فَقَدْ ظَهَرَتْ أمْوَالُكُمْ، بَعْدَ سَترِهَا،
- وَبَعْدَ تَخَفِّيها، ظُهُورَ الفَضَائِحِ
- ذَخَائِرُ ذِيدَ الحَقُّ عَنها، وأُرتجَتْ
- عَلَيْهَا مَغَاليقُ الصّدُورِ الشّحائِحِ
- بدَفْعٍ عَنِ الحَاجَاتِ، حتّى كأنّما
- سُئِلْتُمْ أناسِيَّ الحِداقِ اللّوامحِ
- وَبُعْدٍ عَنِ المَعرُوفِ حتّى كأنّكمْ
- تَرَوْنَ بهِ سُقْمَ النّفُوسِ الصَّحَائِحِ
- ومَنْ غَابَ عَنْ يَوْمِ المَوالي وَيَوْمِكُمْ
- فقد غَابَ عَنْ يَوْمٍ عَظِيمِ الجَوائِحِ
- غَدا، وَغَدَوْتُمْ، والسُّرَادِقُ مَوْعدٌ
- لِخَصْمَينِ: ثَبتٍ عَن قَليلٍ، وطائحِ
- فَمَا قَامَ للمِرّيخِ شخص عُطارِدٍ،
- ولاَ قُمْتُمُ للقَوْمِ عِنْدَ التّكافُحِ
- وَلَمّا التَقَتْ أقْلاَمُكُمْ وَسُيُوفُهُمْ،
- أبَدّتْ بُغاثَ الطّيْرِ زُرْقُ الجَوَارِحِ
- فَلاَ غَرّني مِن بَعْدِكمْ عزُّ كاتبٍ،
- إذا هُوَ لمْ يأخُذْ بحُجْرَةِ رَامِحِ
- أبَا الفَضْلِ لا تَعدَمْ عُلُوّاً متى اعتَدى
- لسانُ عَدُوٍّ أوْ صَغَا قْلبُ كاشِحِ
- تَقَطّعَتِ الأسبابُ بالقَوْمِ، وانتَهُوا
- إلى حَدَثٍ، مِنْ نَبوَةِ الدّهرِ، فادحِ
- فَلَمْ تبقَ إلاّ سَطْوَةٌ مِنْ مُطالِبٍ
- بأضْغَانِهِ، أوْ نِعْمَةٌ مِنْ مُسَامِحِ
- وَمَنْ نَسِيَ البُقْيَا، فَلَستُ لفَضْلِهَا
- بِناسٍ، وَلاَ مِنْ مُرْتَجِيها بِنَازِحِ
- إذا أنْتَ لم تَضرِبْ عَن الحِقد لم تَفُزْ
- بذِكْرٍ، وَلَمْ تَسْعَدْ بتَقْرِيظِ مادِحِ
- وَلَنْ يُرْتَجَى في مالكٍ، غَيرِ مُسجِحٍ،
- فَلاحٌ، ولا في قادِرٍ غيرِ صَافِحِ
المزيد...
العصور الأدبيه