الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> نفسي الفداء لمن أوده >>
قصائدالبحتري
نفسي الفداء لمن أوده
البحتري
- نَفْسِي الفِداءُ لِمَنْ أوَدُّهْ،
- وَإنِ استَحالَ، وَساءَ عَهدُهْ
- مُتَفاوِتُ الحُسْنَيْنِ يَثْـ
- ـقُلُ رِدْفُهُ، وَيَخِفُّ قَدّهْ
- كَمَلَتْ مَحَاسِنُهُ لَنَا،
- لَوْلا تَجَنّبُهُ وَصَدّهْ
- خَدٌّ يُعَضُّ، لحُمْرَةٍ،
- تُفّاحُهُ، وَيُشَمُّ وَرْدُهْ
- وَفُتُورُ طَرْفٍ قَدْ يَجُدُّ
- على المُتَيَّمِ ما يَجُدّهْ
- ما للمُحِبّ مِنَ الهَوَى
- إلاّ صَبَابَتُهُ، وَوَجْدُهْ
- لِيَدُمْ لَنَا المُعْتَزُّ،
- فَهْوَ إمَامُنَا المَرْجُوُّ رِفْدُهْ
- مُتَدَفّقٌ بِعَطَائِهِ،
- كالنِّيلِ لَمّا جاشَ مَدّهْ
- لا العَذْلُ يَرْدَعُهُ، وَلا التّعنيـ
- ـفُ عَنْ كَرَمٍ يَصُدّهْ
- وَزَرُ الهُدَى، وَمَغاثُهُ الـ
- ـأدْنَى، وَمَفْزَعُهُ وَرِدّهْ
- يَنْفي الهُوَيْنَا حَزْمُهُ،
- وَيَحُوطُ دِينَ الله جِدّهْ
- جَيْشٌ يُجَهّزُهُ لأرْ
- ضِ الكُفْرِ أوْ ثَغْرٍ يَسُدّهْ
- لَقِيَتْ عَظيمَ الرّومِ مِنْـ
- ـكَ عَزِيمَةٌ، فانفَضّ جُندُهْ
- وَتَطَاوَحَتْهُ كَتَائِبٌ
- عُجُلٌ تُسائِلُ أينَ قَصْدُهْ
- فانْصَاعَ يَطلب ظِلَّهُ،
- وَالخَيْلُ غادِيَةٌ تَكُدّهْ
- فَتْحٌ أتَاكَ بِأعْظَمِ الـ
- ـبَرَكاتِ بُشْرَاهُ وَوَفْدُهْ
- كَثُرَ الذي نِلْنَاهُ مِنْ
- نُعْمَاكَ، حتى ما نَحسُدّهْ
- وَلَنَا بِعَبْدِ الله بَحْـ
- ـرٌ مُعْرِضٌ للنّاسِ وِرْدُهْ
- ثَاني الخَليفَةِ في النّدَى،
- وَشَبيهُهُ كَرَماً، وَنِدّهْ
- أيْدٌ، شَديدٌ لَوْ يُصَا
- رِعُ يَذْبُلاً أنْشَا يَهُدّهْ
- وَعَزِيمَةٌ يُمْضِي بِهَا
- فَصْلَ الخطاب، فَما يَرُدّهْ
- كالسّيْفِ يَكسِرُ مَتْنُهُ
- قَصَرَ العِدَى، وَيُبيرُ جِدّهْ
- إنْ أطْلُبِ الأمَلَ البَعيـ
- ـدَ لَدَيْهِ يَدْنُ عَلَيّ بُعْدُهْ
- وَلَقَدْ تَضَمّنَ لي النّجَا
- حَ غَرِيبُ جُودِ الكَفّ فَرْدُهْ
- وَعَلِقْتُ وَعْدَ مُنَاجِزٍ،
- لا يَصْحَبُ التّسْوِيفَ وَعْدُهْ
- فَلَئِنْ أنَالَ بِطَوْلِهِ
- مَا ذخْرُهُ بَاقٍ، وَحَمْدُهْ
- فَلَقَدْ تَوَلاّني أبُو
- هُ بِأكْثَرِ النُّعْمَى، وَجَدّهْ
المزيد...
العصور الأدبيه