الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> من نعمة الصانع الذي صنعك >>
قصائدالبحتري
من نعمة الصانع الذي صنعك
البحتري
- مِنْ نِعْمَةِ الصّانِعِ الذي صَنَعَكْ
- صَاغَكَ للمَكْرُمَاتِ، وابتَدَعَكْ
- خُلِقتَ وِتْراً، فَلَوْ يُضافُ إلَيْـ
- ـكَ البحرُ يَوْمَ الإفْضَالِ ما شَفَعَك
- وَقدْ تَبَدّأتَ فاعِلاً حَسَناً،
- فامتَثَلَ الغَيْثُ ذاكَ، فاتّبَعَكْ
- يَخِفُّ وَزْنُ الرّجَالِ مِنْ صِغَرٍ،
- عِندَ مُرَوٍّ رَآكَ، أوْ سَمِعَكْ
- شَهِدْتُ حَقّاً أنّ الذي رَفَعَ النّجْـ
- ـمَ بأيْدٍ، هُوَ الذي رَفَعَكْ
- فَلِمْ يُعَنّ الحُسّادُ أنْفُسَهُمْ،
- وَقَدْ رأوْا في السّماءِ مُطّلَعَكْ
- يُعجِبُني في الخَليلِ تَكريرُهُ النّفْـ
- ـعَ، وَخَيرُ الخِلاّنِ مَن نَفَعَكْ
- رَأْيُكَ في أْنْسةِ الِّرفاق ولن
- تعْتَاضَ مِنِّي مُكَثِّراً شِيَعكْ
- سَيراً إلى ذِي الوِزَارَتَينِ وَقَدْ
- وَعَدْتَني فيهِ أن أكُونَ مَعَكْ
- إنْ تَنسَ أُذْكِرْكَ غَيرَ مُتّئِبٍ،
- وإنْ تَدَعْني سَهواً فَلَنْ أدَعَكْ
- ما أنا بالصّاحِبِ الثّقيلِ، وَلَنْ
- يَضِيقَ بي، في المَحَلّ، ماوَسِعَكْ
المزيد...
العصور الأدبيه