الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> من عذيري من الظباء الغيد >>
قصائدالبحتري
من عذيري من الظباء الغيد
البحتري
- مَنْ عَذِيرِي مِنَ الظّبَاءِ الغِيدِ،
- وَمُجِيرِي مِنْ ظُلْمِهِنّ العَتِيدِ
- إنّ سِحْرَ العُيُونِ ضَلّلَ لُبّي،
- وَحَمَاني الرُّقَادَ وَرْدُ الخُدُودِ
- والأمَانِيُّ مَا تَزَالُ تُعَنّيـ
- ـنَا بِبُخْلٍ مِنَ الغَوانِي، وَجُودِ
- وَمِنَ العَيشِ لَو يُساعِدُ عَيشٌ
- أنْ يَجِيءَ الوِصَالُ، بَعدَ الصّدُودِ
- وَبنَفْسي التي تَوَلّتْ بِنَفْسي،
- ثُمّ ضَنّتْ بالنَّيلِ مِنْهَا الزّهيدِ
- بَعِدَتْ دارُها، فَمَا من تَلاَقٍ،
- غيرَ طَيفٍ يَزُورُني في الهُجُودِ
- أتُرَاهَا دامَتْ على العهد أمْ مِنْ
- عادَةِ الغَانِيَاتِ نَقْضُ العُهُودِ
- أوْ تُرَاني مُلاقِياً مِنْ قَرِيبٍ
- سَكَناً لي، أشْتَاقُهُ مِنْ بَعِيدِ
- ألإمَامُ المُعْتَزُّ بالله أوْلَى
- هاشِمِيٍّ بِالنَّصْرِ والتّأيِيدِ
- وارِثُ البُرْدِ والقَضِيبِ وَحُكمِ
- الله في كُلّ سَيّدٍ وَمَسُودِ
- طَابَ نَفْساً وأُمّهَاتٍ وَآبَا
- ءً، وأرْبَى فَضِيلَةً في الجُدُودِ
- عَزَمَاتُ المَنْصُورِ مَصْرُوفَةُ السُّبـ
- ـلِ إلَيْهِ، وَمَكْرُمَاتُ الرّشِيدِ
- في المَحَلّ الجَليلِ مِنْ سَلَفَيْ عَبْـ
- ـدِ مَنافٍ، والسُّؤدَدِ المَرْفُودِ
- مَلِكٌ يَمْلأُ العُيُونَ بَهَاءً،
- حينَ يَبْدُو في تَاجِهِ المَعْقُودِ
- بَرِىءَ الله مِنْ مُحِلّ حَرِيمِ الله،
- كُفْراً، وَبَيْتِهِ المَقْصُودِ
- لمْ يَكُنْ سَعْيُهُ هُنَاكَ بمَرْضِيٍّ،
- وَلاَ كَانَ أمْرُهُ بِرَشِيدِ
- غَيرَ أنّ القُلُوبَ سُكّنَ مِنْهَا
- أنْ أتَانَا مُصَفَّداً في الحَديدِ
- عالماً أنّ رَايَةَ النّصْرِ لا تُرْ
- فَعُ إلا مَعَ البُنُودِ السّودِ
- وَمُقرّاً أنّ الخَليفَةَ مَنْصُو
- رٌ برُكْنٍ، منَ المَوَالي، شَديدِ
- لا يُهَالُونَ منْ عَدُوٍّ وَلاَ يُؤ
- تَوْنَ منْ عُدّةٍ، وَلاَ من عَديدِ
- بَارَكَ الله للخَليفَةِ في الفَتْـ
- ـحِ الجَنُوبيّ، والبنَاءِ الجَدِيدِ
- خَبَرٌ مُبْهِجٌ، وَبُنْيَانُ يُمْنٍ
- في مُنيفٍ، عندَ السِّماكِ، مَشيدِ
- فَوْقَ صَرْحٍ مُمَرَّدٍ منْ قَوارِيـ
- ـرَ، غَرِيبِ التّأليفِ والتّمرِيدِ
- لَوْ بَدَا حُسْنُهُ لجِنّ سُلَيْمَا
- نَ لخَرّوا منْ رُكّعٍ، وَسُجُودِ
- قَدْ عَدَدْنا اليَوْمَ الذي جئتَهُ فيـ
- ـهِ، لإفرَاطِ حُسْنِهِ، يَوْمَ عيدِ
- زُرْتَهُ تِلْوَ غُرّةِ الشّهْرِ بالطّيْـ
- ـرِ المَيَامِينِ والنّجُومِ السّعُودِ
- في زَمَانٍ كأنّ نَرْجِسَهُ الغَضّ
- سُمُوطٌ منْ لُؤلُؤٍ وَفَرِيدِ
- بَينَ نَوْرٍ منَ الرّبيعِ يُحَيّيـ
- ـكَ، وَعَهْدٍ، منَ الشّتاءِ، حَمِيدِ
- فابقَ يَبقَ العَفافُ والحلمُ، وَاسلَمْ
- يَسلَمِ العُمْرُ للنّدَى، والجُودِ
- وَعَلَى الله أنْ يُمِدّكَ فينَا
- بتَمَامِ النُّعمَى، وحُسنِ المَزِيدِ
المزيد...
العصور الأدبيه