الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> ما تقضى لبانة عند لبنى >>
قصائدالبحتري
ما تقضى لبانة عند لبنى
البحتري
- ما تُقَضّى لُبَانَةٌ عِنْدَ لُبْنَى،
- والمُعَنّى بالغَانِيَاتِ مُعَنّى
- هَجَرَتْنا يَقظَى، وكادتْ، على عا
- دَاتِهَا في الصّدودِ، تهجرُ وَسنَى
- بَعدَ لأيٍ، وَقَد تَعَرّضَ مِنْهَا
- طائفٌ طافَ بي على الرّكبِ وَهْنَا
- تَتَثَنّى حاجاتُ نَفْسي اتّباعاً
- لقَضِيبٍ، في بُرْدِهَا، يَتَثَنّى
- قَدْكِ منّي، فما جوَى السّقمِ إلاّ
- في ضُلوعٍ على جَوَى الحبّ تُحنى
- لَوْ رَأتْ حادِثَ الخِضَابِ لأنّتْ،
- وأرَنّتْ مِنِ احْمِرَارِ اليُرَنّا
- خِلْتُ جَهْلاً أنّ الشّبَابَ، على طو
- لِ اللّيَالِي، ذخيرَةٌ ليسَ تَفنَى
- وأرَى الدّهْرَ مُدْنِياً ما تَنَاءَى
- لِضِرَارٍ، وَمُبْعِداً ما تَدَنّى
- كَلَفُ البِيضِ بالمُغَمِّرِ قَدْراً،
- حينَ يَكْلَفْنَ، والمُصَغِّرِ سِنّا
- يَتَشَاعَفْنَ بالغَرِيرِ المُسَمّى
- من فَتَاءٍ، دونَ الجَليلِ، المكنّى
- مُغْرَمٌ بالمُدامِ، أُتْرِعُ كاساً
- ساطِعاً ضَوْءُها، وأَنْزِفُ دَنّا
- حَيثُ لا أرْهَبُ الزّمَانَ وَلاَ أُلْ
- ـقي إلى العاذِلِ المُكَثِّرِ أُذْنَا
- يَزْعُمُ البِرَّ في التّشَدّدِ والأسْـ
- ـمَحُ أَحْجَى لأَِنْ يُبَرّ وَيُدْنَى
- يَخْتَشِي زَلّةَ الخِطَارِ، وأرْجُو
- عَوْدَةً مِنْ عوَائِدِ الله تُمْنَى
- لمْ تَلُمْني أنّي سَمَحتُ، ولكنْ
- لُمْتَ أنّي أحْسَنْتُ بالله ظَنّا
- إنْ تُعَنِّفْ عَلى السَّمْاحِ فَلاَ تَعْـ
- ـدُ عَلِيّاً مُسَيَّراً، أوْ مُبِنّا
- هُوَ أجْنَى بِمَا يُنَوَّلُ مِنْ أنْ
- يَتعَدّى لاحِيهِ، أوْ يَتَجَنّى
- يَهَبُ النّائِلَ المُثَنّى وَلاَ يَسْـ
- ـتأنِفُ الكَيدَ في العدوّ المُثَنّى
- عَمَّ مَعْرُوفُهُ فألْحَقَ فِينَا
- بعُمومِ المَعْرُوفِ مَنْ لَيسَ مِنّا
- عَبّدَتْهُ الحُقُوقُ والحُرُّ مَنْ أصْـ
- ـبَحَ عَبداً في طاعَةِ الجُودِ قِنّا
- وَتأبّى مِنْ أنْ يُقَالَ كَرِيمٌ
- لِسوَاهُ، إلاّ شَحَاحاً وَضِنّا
- عَزَماتٌ، إذا قَسَطْنَ على الدّهـ
- ـرِ رَآهُ، أوْ عَدّهُ، الدّهْرُ قِرْنَا
- يَتَأنّى بُغَى التّعَجّلِ، والأعْـ
- ـجَلُ في بَعْضِ شأْنِهِ مَنْ تَأنّى
- مُدْرِكٌ بالظّنُونِ ما طَلَبُوهُ
- بِفُنُونِ الأخْبَارِ فَنّاً، فَفَنّا
- لا تُرِدْ عِنْدَ مَنْ تَخَيّرَ رأياً،
- واطْلُبِ الرّأيَ عندَ مَنْ يَتَظَنّى
- وَدّ قَوْمٌ لَوْ ساجَلُوهُ، وَلَوْ سُو
- جِلَ قَدْ خَابَ جاهِلٌ، وَتَعَنّى
- مِن تَمَنّي الحصِيفِ، عندَ التَمَنّي،
- أنْ يكونَ الخِيَارُ فيمَا تَمَنّى
- رَدّ ملْكَ العِرَاقِ عَفْوَاً إلَيْهَا،
- فَرَسَا في رِبَاعِهَا، واطْمَأنّا
- كم مُعَزًّى عَنهُ، وَقد سارَ عنها،
- عَادَ في عَوْدِهِ إلَيْهِ مُهَنّا
- يُرْذَلُ البَحرُ في بُحُورِ بَني الفَـ
- ـيّاضِ إذْ جِشْنَ بالنّوَالِ، ففِضْنَا
- وَاسِطُوا سُؤدَدٍ، فلَيسَ يُنَادَوْ
- نَ إلى المَجْدِ مِنْ هُنَاكَ وَهُنّا
- نَزَلْوا رَبْوَةَ العِرَاقِ ارْتِيَاداً،
- أيُّ أرْضٍ أشَفُّ ذِكْراً، وأسنَى
- بَينَ دَيْرِ العَاقُولِ مُرْتَبَعٌ يُشْـ
- ـرِفُ مُحْتَلُّهُ إلى دَيْرِ قُنَّى
- حَيثُ باتَ الزّيتونُ من فَوْقِهِ النّخْـ
- ـلُ، عَلَيهِ وُرْقُ الحَمامِ تَغَنّى
- ما المَساعي، إلاّ المَكَارِمُ تُرْتَا
- دُ، وإلاّ مَصَانِعُ المَجدِ تُبْنَى
- والكَرِيمُ النّامي لأصْلٍ كَرِيمٍ
- حَسنٌ في العُيُونِ، يَزْدادُ حُسْنا
المزيد...
العصور الأدبيه