الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> ما الغيث يهمي صوب إسباله >>
قصائدالبحتري
ما الغيث يهمي صوب إسباله
البحتري
- ما الغيثُ يَهمي صَوْبُ إسبالِهِ،
- واللّيثُ يَحمي خِيسَ أشبالِهِ
- كالمُستَعِينِ المُسْتَعَانِ، الذي
- تَمّتْ لهُ النُّعمَى بإفْضالِهِ
- تِلْوُ رَسُولِ الله في هَدْيِهِ،
- وابنُ النّجُومِ الزُّهْرِ مِنْ آلِهِ
- مَنْ يَحسُنُ الدُّنيا بإحسانِهِ،
- ويَجْمُلُ الدَّهْرَ بإجْمَالِهِ
- وَيَحْفَظُ المُلْكَ بإشْرَافِهِ
- على نَوَاحِيهِ، وإطْلاَلِهِ
- لابنِ الخَصِيبِ الوَيْلُ كَيفَ انبَرَى
- بِإفْكِهِ المُرْدِي، وإبْطَالِهِ؟
- كادَ أمِينَ الله في نَفسِهِ،
- وفي مَوَاليهِ، وفي آلِهِ
- وَرَامَ في المُلْكِ الذي رَامَهُ
- بِغِشّهِ فيهِ، وإدْغَالِهِ
- فأنْزَلَ الله بِهِ نَقْمَةً
- غَيّرَتِ النّعمَةَ مِن حَالِهِ
- وَسَاقَهُ البَغْيُ إلى صَرْعَةٍ
- للحَينِ، لمْ تَخطُرْ على بالِهِ
- دِينَ بِما دَانَ، وَعَادَتْ لَهُ
- في نَفْسِهِ أسْوَأُ أعْمَالِهِ
- وأمّلَ المَكْرُوهَ في غَيْرِهِ،
- فَنَالَهُ مَكْرُوهُ آمَالِهِ
- قَد أسْخَطَ الله بإعْزَازِهِ الـ
- ـدّنْيَا، وأرْضَاهَا بإذْلالِهِ
- فَفَرْحَةُ النّاسِ بإدْبَارِهِ،
- كَغَيْظِهِمْ كَانَ بإقْبَالِهِ
- تَشَوّفُوا أمْسِ إلى قَتْلِهِ،
- وأمّلُوا سُرْعَةَ إعْجَالِهِ
- يا نَاصِرَ الدّينِ انتَصِرْ مُوشِكاً
- مِنْ كائِدِ الدّينِ، وَمُغْتَالِهِ
- فَهْوَ حَلالُ الدّمِ والمَالِ إنْ
- نَظَرْتَ في باطِنِ أحْوَالِهِ
- رَامَ الذي رَامَ، وَسَدّ الذي
- سَدّاهُ مِنْ مُوبِقِ أفْعَالِهِ
- والرََّأيُ كلُّ الرَّأيِ في قَتْلِهِ
- بالسّيفِ، واستِصْفَاءِ أمْوَالِهِ
المزيد...
العصور الأدبيه