الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> ليلي بذي الأثل عناني تطاوله >>
قصائدالبحتري
ليلي بذي الأثل عناني تطاوله
البحتري
- لَيْلي بِذي الأثْلِ عَنّاني تَطاوُلُهُ،
- أرَى بِهِ، مُقْبِلاً، قِرْناً أُنازِلُهُ
- وَقدْ أبِيتُ وفي باعِ الدّجى قِصَرٌ
- بِزَائِرٍ قَرُبَتْ أُنْساً مَخَائِلُهُ
- إذْ لا وَسيلةَ للْوَاشي يَمُتُّ بِها
- مَعَ الصّبا، وَهْوَ غَضّاتٌ وَسائِلُهُ
- أوَاخِرُ العَيْشِ أخْبَارٌ مُكَرَّرَةٌ،
- وَأقْرَبُ العَيْشِ مِنْ لهْوٍ أوَائلُهُ
- يجْري الشبابُ، إذا مَا تَمّ تَكْمِلَةً،
- وَللشّيْءُ يَنْفَدُ نُقْصَاناً تكامُلُهُ
- وَيَعْقُبُ المْرءَ بُرْءاً منْ صَبابَتِهِ،
- تَجَرُّمُ العَامِ يَأتي، ثمّ فابِلُهُ
- إنْ فَرّ مِنْ عَنَتِ الأيّامِ حازِمُها،
- فَالحَزْمُ فَرُّكُ مِمّنْ لا تُقاتِلُهُ
- فإنْ أرَابَ صَديقي في الوَداد، فكَمْ
- أمْسَيْتُ أحْذَرُ ما أصْبَحْتُ آمُلُهُ
- يَكْفِيكَ مِن عُدّةٍ للدّهْرِ تجْعَلُها
- ذُخْراً سَماحُ أبي بَكْرٍ وَنائِلُهُ
- يبِيتُ منْ بيْنِهِمْ، وَهْوَ المَحوزُ له،
- عَالي الفَعَالِ، ولِلْحُسّادِ سافِلُهُ
- قدْ أفرَدوهُ بمَا يخْتارُ مِنْ حَسَنٍ،
- فَما لَهُ فِيهِمُ نِدٍ يُساجِلُهُ
- إِنْ نَحْنُ جِئْنَاهُ لَمْ تَكْسُدْ بِضَاعَتُنَا
- وَلَم يَحُلْ دُونَ مَا جِئْنَا نُحَاولُهُ
- مَتى تأمّلْتَهُ فالعُرْفُ من يَدِهِ،
- إلى العُفاةِ، قَوِيمُ النّهْجِ، سابِلُهُ
- مُحَمَّلاً كُلَّ يَوْمٍ مِنْ نَوَائِبِهِمْ
- ثِقْلاً، يُزَاوِلُ مِنْهُ ما يُزَاوِلُهُ
- لمْ نَعْدُ بَغْدَادَ لوْلا حظّنا معَهُ،
- وَلمْ نُرِدْ وَاسِطاً لَوْلا نَوَافِلُهُ
- يَعْرَى من المالِ إفْضَالاً، وَنُلبِسُهُ
- وَشْياً منَ المدْحِ لم تُخلِقْ مَباذلُهُ
- نُرِيهِ كيْفَ نَسِيمُ الشّكْرِ مُحْتَضَراً
- أكْنافهُ، وَيُرِينا كيْف نَأمُلُهُ
- دَعِ الّذي فاتَتِ العَلْيَاءَ بسْطَتُهُ،
- يموتُ غَيْظاً، وَنَلْ ما أنْتَ نائِلُهُ
- تَعلُو بِبَيْتِكَ مَرْوَ الشَّاهِجَانِ ، وَقَدْ
- يُزَادُ فَضْلاً بِفَضْلِ الْبَيْتِ آهِلُهُ
- مَا أَحْسَنَ الغَيْثَ إِلاَّ مَا حَكَاكَ بهِ
- تَهْتَانُهُ ، واقْتَفَاهُ مِنْكَ وابِلُهُ
- وَلَيْسَ للْبَدْرِ إلاّ ما حُبِيتَ بهِ،
- أن يَسْتَنِيرَ، وَأنْ تَعلُو مَنَازِلُهُ
المزيد...
العصور الأدبيه