الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> لم تبلغ الحق ولم تنصف >>
قصائدالبحتري
لم تبلغ الحق ولم تنصف
البحتري
- لمْ تَبلُغِ الحَقَّ وَلَمْ تُنْصِفِ
- عَينٌ رَأتْ بَيناً، فلَمْ تَذْرُفِ
- مِنْ كَلَفٍ أنْ تَنقَضي سَاعَةٌ
- يأتي بها الدّهْرُ، وَلَمْ أكلَفِ
- لا تَدَعِ الأحْشَاءَ، إلاّ لهَا
- تَحَرُّقٌ، ذاتُ الحَشَا المُرْهَفِ
- يَضِيعُ لبُّ الصّبّ في لحظِهَا،
- ضَيَاعَهُ في القَهوَةِ القَرْقَفِ
- وَصَفْوَتي الرّاحُ وَسَاعٍ بهَا،
- فَدونَكَ العَيشَ الذي تَصْطَفي
- أحلِفُ بالله، وَلَوْلاَ الذي
- يَعرِضُ مِن شَكّكَ لم أحلِفِ
- أقْبَلُ مِنْ مُؤتَمَنٍ خَائِنٍ
- عَهْداً، وَلاَ مِنْ وَاعدٍ مُخلِفِ
- إذا الرّجَالُ اعتَمْتَ أجوَادَهمْ،
- فاسمُ إلى الأشرَفِ، فالأشْرَفِ
- إدْفَعْ بأمْثَالِ أبي غَالِبٍ
- عَادِيَةَ الدَّهْرِِ، أو استَعْفِفِ
- أرْضَاهُ للمُعْتَمَدِ المُشْتَرِي
- حَظّاً، وَللمُخْتَبِطِ المُعْتَفي
- مِنْ شأنِهِ القَصْدُ، وَلَكِنّهُ
- إنْ يُعْطِ في عارِفَةٍ يُسرِفِ
- لَوْ جُمِعَ النّاسُ لأُكْرُومَةٍ،
- وَلَمْ يَكُنْ في الجَمْعِ لمْ نَكتَفِ
- وَوَقْعَةٍ للدّهْرِ بي لمْ أهِنْ
- لحَزّهَا فيّ، وَلمْ أضْعُفِ
- ما كُنتُ بالمُنخَزِلِ المُختَتي
- فيها، وَلا بالسّائِلِ المُلْحِفِ
- ضَافَتْهُ أُخْرَى مِثْلُها، فاغتدى
- مُسانِدي، أوْ وَاقِفاً مَوْقِفي
- مُستَظْهِراً، يَحْمِلُ ما نَابَهُ
- وَنَابَني في المَغْرَمِ المُجحِفِ
- يَزْدادُ مِنْ كَلّي إلى كَلّهِ
- تَوْكِيدَ ثِقْلِ الرّاكِبِ المُرْدَفِ
- كَمْ رَفَعَتْ حَالي إلى حَالِهِ
- يَدٌ، متَى تَخلُفْ غِنًى تُتْلِفِ
- غنِيتُ مِثْلاً لكَ في تَالِدٍ
- مِنْ مالكَ الرَّغْبِ، وَمُستَطرَفِ
- وَهَهُنَا رُجْحَانُ حَالٍ عَلى
- حالٍ ، فجُد بالعَفوِ، أوْ أسعِفِ
- عِنْدَكَ فَضْلٌ، فأعِدْ قِسْمَةً
- تَرْجعُ في العِقْدِ، وَفي النّيّفِ
- تَجْعَلُهَا رِفْداً لمُسْتَرْفِدٍ،
- أوْ سَلَفاً قَرْضاً لمُسْتَسْلِفِ
- هَلُمّ نَجْمَعْ طَرَفَيْ حَالِنَا
- إلى سَوَاءٍ، بَيْنَنَا، مُنصِفِ
- وَمَا تَكَافَا الحَالُ إنْ لم يَقَعْ
- رَدٌّ من الأقْوَى على الأضْعَفِ
المزيد...
العصور الأدبيه