الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> لك في المجد أول وأخير >>
قصائدالبحتري
لك في المجد أول وأخير
البحتري
- لكَ في المَجدِ أوّلٌ وَأخيرُ،
- وَمَسَاعٍ، صَغيرُهُنّ كَبِيرُ
- يا ابنَ عَمّ النّبيّ لا زَالَ للدّنّْ
- ـيَا ثِمَالٌ مِنْ رَاحَتَيكَ غَزِيرُ
- أيُّ مَحْلٍ عَرَا، فَكَفُّكَ غَيثٌ
- أوْ ظَلامٍ دَجَا، فوَجهُكَ نُورُ
- وَمَقتْكَ القُلُوبُ لَمّا تَرَاءَتْـ
- ـكَ وليداً، وَأكبرَتكَ الصّدورُ
- وَاكتَنَى باسمِكَ الرّشيدُ لعِلمٍ
- بكَ ماضٍ، وَجدُّكَ المَنصُورُ
- يَتَوَلّى النّبيُّ مَا تَتَوَلاّ
- هُ، وَيَرْضَى من سَيرِهِ ما تَسيرُ
- حُزْتَ ميرَاثَهُ بِحَقٍّ مُبِينٍ،
- كلُّ حَقٍّ سَواهُ إفْكٌ وَزُورُ
- فلَكَ السّيفُ والعِمامةُ، وَالخا
- تَمُ، وَالبُرْدُ، والعَصا، وَالسّرِيرُ
- وَأُمُورُ الدّنْيَا تُنْفِذُها بالّدْ
- ينُ مُذْ صُيّرَتْ إلَيكَ الأمورُ
- تَتَوَخَى الهُدى وَتَحكُمُ بالحْق
- وَتَرْجُو تجارَةً لا تَبُورُ
- إنّ هذا يوم النّوْرُوزَ عّاًدَ إلى العَهْـ
- ـدِ الذي كانَ سَنَّهُ أرْدَشِيرُ
- أنت حولته إلى الحاله الأو
- لى، وقد كان حائرا يستدير
- وَافتَتَحْتَ الخَرَاجَ فيهِ فَلِلأُمّةِ
- في ذكَ مَرْفِقٌ مَذْكُورُ
- مِنْهُمُ الحَمْدُ وَالثّنَاءُ وَمنكَ الـ
- ـعَدْلُ فيهِمْ، وَالنّائِلُ المَشكُورُ
- وَأرَى قصرَكَ استَبَدّ مَعَ الحُسْـ
- ـنِ بفَضْلٍ ما أعطِيَتْهُ القُصُورُ
- رَقّ فيه الهَواءُ واطّرَدَ المَا
- ءُ فساحتْ في ضِفّتَيهِ البُحورُ
- طالَعَتْكَ السّعُودُ فيهِ، وَتمَتْ
- لكَ فيناِ النُّعمَى، وِدامَ السّرُورُ
- يا ظَهِيرَ النّدَى، وَنِعمَ الظّهيرُ،
- وَنَصِيرَ العُلا، وَنِعْمَ النّصِيرُ
- دُمْ لَنَا بالبَقَاءِ ما قامَ رَضْوى،
- وَأقِمْ مَا أقَامَ فِينَا ثَبِيرُ
المزيد...
العصور الأدبيه