الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> لك الخلائق فينا السهلة السمح >>
قصائدالبحتري
لك الخلائق فينا السهلة السمح
البحتري
- لكَ الخَلائِقُ فِينا السّهلَةُ السُّمُحُ،
- وَالنَّيلُ يَسلُسُ للرّاجي، ويَنسرِحُ
- وَالمَكْرُماتُ التي باعَتْ مَعالِمُها،
- مَشهُورَةٌ، كَنجومِ اللّيلِ تَتّضِحُ
- أمّا العُفَاةُ، فقَد حَطّوا رحالهم
- بحَيثُ تَتّسعُ الدّنْيا وتَنْفَسِحُ
- فِداكَ مَنْ لا نَداهُ صَوْبُ غَاديَةٍ
- تَهْمي، وَلا صَدرُهُ للجودِ مُنشرِحُ
- أمُطْلِقي من يَد السَّيبيّ أنتَ، فقَد
- كَلّتْ لَدَيْهِ رِكابُ الطّالبِ الطُّلُحُ
- أرى على بابِهِ صَرْعى أقامَ بِهِمْ
- طولُ المِطال، فَلا أجْدى، وَلا نَجَحُوا
- لَنَا مَوَاقِفُ في أفنَاءِ عَرْصَتِهِ،
- تُهَانُ أخْطَارُنا فيها وَتُطّرَحُ
- نَغْشَاهُ لا نحنُ مُشتَاقُونَ منهُ إلى
- أُنْسٍ، وَلا هوَ مَسرُورٌ بِنا فَرِحُ
- إذا طَلَبْنَا بِلِينِ القَوْلِ عزّتَهُ،
- ظِلْنا نُعالِجُ قُفْلاً ليسَ يَنفَتِحُ
- أعْيَا عَليّ، فَلا هَيّابَةٌ فَرِقٌ
- من الهِجاءَ، وَلا هَشٌّ، فيُمتَدحُ
- يُرِيغُ كَاتِبُهُ صُلْحي ليَنقُصَني،
- وَلمْ يكُنْ بَينَنا شرٌّ، فنَصْطَلِحُ
- وَكَمْ أُنَاسٍ ألامُوا في مُتاجَرَتي،
- وَحاوَلُوا الرّبْحَ في نَقصِي، فما دَبحوا
المزيد...
العصور الأدبيه