الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> لعمري لئن أخلقت ثوب التغزل >>
قصائدالبحتري
لعمري لئن أخلقت ثوب التغزل
البحتري
- لَعَمْرِي لَئِنْ أَخلَقْتُ ثَوْبَ التَّغزُّلِ
- وأَصْبَحْتُ عَنْ عَيْنِ الغَيُورِ بِمَعْزِلِ
- وأَعْرَضْتُ عَنْ رِيِّ الصَّبُوحِ تَبلُّداً
- وأَقْصَرَ جَهْلِي مِنْ مَراحِ التَّبَطُّلِ
- فرُبَّ مَصُونَاتٍ بَكَرْنَ لِنُزْهَةٍ
- فَوَافَيْنَ في غُمَّى بأَنْزَهِ مَنْزِلِ
- إِذا مَا تَنَازَعْنَ الحَديِثَ شَوَارِباً
- مَزَحْنَ حُمَيَّاهَا بحُسْنِ التَّدلُّلِ
- غَنِيتُ وَجِيهاً عِنْدَهُنَّ مُمَتَّعاً
- بِمَا شِئْتُ مِن لَهْوٍ ورَشْفِ مُقَبَّلِ
- أَوَانَ رِكَابِ الجهْلِ عِنْدَ تَطَرُّبِي
- مُوَجَّهةٌ نَحْوَ الخِبَاءِ المُجلَّلِ
- إِلى ظِلِّ مَمْرُوجٍ بَرُودٍ مقِيلُهُ
- طَلِيلِ السَّوَاري بالقِبَابِ مُعزَّلِ
- لَهُ نخَلاَتٌ بالفِنَاءِ تَشُوقُنَا
- كَثِيراً إِلى فَيْءٍ كَثِيرِ التَّنَقُّلِ
- إِذا زَالَ زُلْنَا ناصِبِينَ كَمَنْزِلٍ
- يُعَفِّيهِ سَافٍ مِنْ جَنُوبٍ وشَمْأَلِ
- نَصَرْتُ بِهِ دَهْرِي ، ولِلدَّهْرِ غِرَّةٌ
- بِكُلِّ غَويٍّ بالمُدَامِ مُعذَّلِ
- إِذا سَارَتِ الصَّهْبَاءُ فِي أُمِّ رَأْسِهِ
- يُؤَسِّفُ كَفًّا بَيْنَ دَنٍّ ومَنْزِلِ
- هَشِيمَةُ ذاتِ الحاجِبَيْنِ تُعِلَّنا
- مُشَمِّرَةً سُقْيا لَهَا مِنْ مُعلِّلِ
- تَفُضُّ خِتامِ الرَّاحِ في ضَوْءِ بارِقٍ
- يَلُوحُ حَفَافَيْ بارِقٍ مُتَهَلّلِ
- سَلامٌ ، وإِنْ قَلَّ السَّلاَمُ ، مُضَاعَفاً
- عَلَى ذَاكَ مِنْ لَهْوٍ وشَكْلٍ مُشَكَّلِ
- سَأَنْدُبُ مَا أَبْلَيْتُهُ مِنْ شَبِيبَتي
- وَأُعْوِلُ مِنْ شَيْبي إِلى كُلِ مُعْوِلِ
- عَلَيْنا بِحمْدِ اللهِ للهِ نِعْمَةٌ
- تَرُوحُ وتَغْدُو مِنْ يَدِ المُتَوَكِّلِ
- إِذا نَحْنُ جَدَّدْنا لَهُ الشُّكْرَ جُدِّدتْ
- لَهُ نِعَمٌ أُخْرى بِبَذْلٍ مُعَجَّلِ
- وَإِنْ نَحْنُ عُدْنا عَاوَدتْنا سَمَاؤُهُ
- بأَحْمدَ مَنْ جَدْواهُ أَوَّلَ أَوَّلِ
- فأَقْسِمُ مَا يَنْفَكُّ بالفَضْلِ عَائِداً
- عَلَيْنا ، ولا نَنْفَكُّ من فَضْلِ مُفْضِلِ
- جَوادُ بنِي العبَّاسِ قَدْ تَعْلَمُونَهُ
- وزَيْنُ بَنِي العبَّاس ِفِي كُلِّ محْفِلِ
- لهُ عِنْدَ تَجْديدِ السُّؤَالِ طَلاَقَةٌ
- مُحَقَّقَةٌ بالغَيْبِ ظَنَّ المْؤَمِّلِ
- كَأَنَّ وَمِيض التَّاجِ فَوْقَ جَبِينِهِ
- عَلَى قَمَرٍ بالشِّعرَيَيْنِ مُكَلَّلِ
- أَمَاطَ حِمَى الإِسْلاَمِ مِنْ كُلّ شُبْهَةٍ
- وقَامَ بِعَدْلٍ واضِحٍ غَيْرِ مُشْكِلِ
المزيد...
العصور الأدبيه