الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> لا يرم ربعك السحاب يجوده >>
قصائدالبحتري
لا يرم ربعك السحاب يجوده
البحتري
- لا يَرِمْ رَبْعَكَ السّحابُ يَجُودُهْ،
- تَبتَدي سَوْقَهُ الصَّبَا وْ تَقُودُهْ
- غدقاً يستجد صنعة روض
- صنعة البرد عامل يستجيده
- كُلّمَا بَكَّرَتْ عَلَيْهِ سَمَاءٌ،
- حِيكَ إفْرِنْدُهُ، وصيغ فَرِيدُهْ
- قَدْ أرَاهُ مَغْنًى لأرْآمِ سِرْبٍ،
- مَائلاتٍ إلى التّصَابي خُدُودُهُ
- منْ غَزَالٍ يَصِيدُني، أو غَزَالٍ
- يَتَأبّى مُمَانعاً لا أصِيدُهْ
- يَسّرَتْني لَهُ الصّبَابَةُ حتّى اسْـ
- ـتَأسرتْ مُقْلتَاهُ لُبّي، وَجيدُهْ
- خُلقَ العَيشُ في المَشيبِ، وإن كا
- نَ نَضِيراً، وفي الشّبابِ جَديدُهْ
- لَيْتَ أنّ الأيّامَ قَامَ عَلَيْها
- مَنْ إذا ما انقَضَى زَمَانٌ يُعيدُهْ
- وَلَو أنّ البَقَاءَ يَخْتَارُ فينَا،
- كانَ ما تَهْدِمُ اللّيالي تَشيدُهْ
- شَيّخَتْني الخُطُوبُ إلاّ بَقَايَا
- من شَبَابٍ لمْ يَبْقَ إلاّ شَرِيدُهْ
- لا تُنَقّبْ عَنِ الصِّبَا، فخَليقٌ
- إنْ طَلَبْنَاهُ أنْ يَعِزُّ وُجُودُهْ
- يا أبَا بَكْرٍ الذي إنْ تَغِبْ بَا
- كِرَةُ القَطرِ يُغْنِ عَنها شُهُودُهْ
- نِعَمُ الله عنْدَهُ، وَعَلَيْهِ
- عِلَلٌ مَا يُبلُّ منْهَا حَسُودُهْ
- حَسَنٌ منْكَ أنْ يَصُورَ قَنَاتي
- مَيَلانُ الزّمَانِ، أوْ تأوِيدُهْ
- يذهب الدهر بيننا تتوالى
- بيضه لم توال نفعاً وسوده
- وأرَى أنّني أكيدُ بكَ الأمْـ
- ـرَ الذي لا أرَاكَ بتّ تَكيدُهْ
- أيُّ حَمْدٍ تَحُوزُهُ إنْ تَعَايَبْـ
- ـتَ بشأني، أمْ أيُّ ذِكْرٍ تُفيدُهْ
- قَدْ يُنَسّي الصّديقَ عَمْدُ تَنَاسِيـ
- ـهِ وَيُسْلي عن الحَبيبِ صُدُودُهْ
- والفَتَى مَنْ إذا تزيّدَ خَطْبٌ
- أشرَقَتْ راحتَاهُ، واهتَزّ عُودُهْ
- لا اللَّفَا رِفْدُهُ، وَلاَ خَبَرُ الغَيْـ
- ـبِ نَداهُ، وَلاَ النّسيئَةُ جُودُهْ
- كأبي الصّقْرِ حينَ أشياخُ بَكْرٍ
- فَارَطُوهُ إلى العُلَى، وَوُفُودُهْ
- مُبْتَدي سُؤدَدٍ، وَشَانُوهُ أتْبَا
- عٌ، وَمَوْلًى، وَالكاشحونَ عَبيدُهْ
- ولقد ساد مفضلين وأعلى
- مستقر من سيد من يسوده
- كَيفَ يُرْضِيكَ منهُ تَنْكيبُهُ عنّي
- فَلا نَيْلُهُ، وَلاَ مَوْعُودُهُ
- وَهُوَ الغَيثُ مُسْتَهَلاً إذا الغَيْـ
- ـثُ مُطِلاًّ حَليفُهُ، وعَقيدُهْ
- وإنِ التَحْتُ من شَآبيبهِ وانحَزْ
- تُ عَن غَضّ نَبتِهِ لا أرُودُهْ
- غزره وجهة العدى وتجاهي
- خلف إيماض برقه وخموده
- رَكَدَتْ رَاحَتاهُ عَنّي وَلَنْ يَنْفَـ
- ـعَكَ البَحرُ ما تَمادَى رُكُودُهْ
- لمْ يَسرْ ذِكْرُ مَا أنَالَ، وَقَد سَا
- رَ منَ الشّعْرِ في البِلادِ قَصِيدُهْ
- عَلّ عُذْراً يَدْنُو بهِ عَنْ مَداهُ
- في نَداهُ، أوْ عَلّ ثِقْلاً يَؤودُهْ
- لا أُعَنّيهِ باقْتِضَاءٍ، وَلا أُرْ
- هِقُهُ طالباً، وَلا أسْتَزِيدُهْ
- خَشْيَةَ أنْ أرَى الذي لا يَرَاهُ
- ليَ، أوْ أنْ أُرِيدَ ما لا يُرِيدُهْ
المزيد...
العصور الأدبيه