الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> لا أرى بالبراق رسما يجيب >>
قصائدالبحتري
لا أرى بالبراق رسما يجيب
البحتري
- لا أرى بالبراق رسماً يجيب
- سكنت آيها الصبا والجنوب
- خلف الجدة البلى في مغانيـ
- ــها كما يخلف الشباب المشيب
- أيبس العيش بعدهن، وقد يعـ
- ــهد فيهن وهو غض رطيب
- أسف غالب يحر جواه،
- وعزاء متعتع معلوب
- راعني ما يروغ من وافد الشيـ
- ــب طروقاُ، ورابني ما يريب
- شعرات سود إذا حلن بيضاً
- حال عن وصلة المحب الحبيب
- مر بعد السواد ما كان يحلو
- مجتناه من عيشنا ويطيب
- تلك أسماء إذ أجدت وداعاً
- جلب الوجد بينها المجلوب
- نظرت خلسة كما نظر الريـ
- ــم، ومادت كما يميد القضيب
- وإلى أحمد ابتعثنا المهاري
- للبانات طالب ما يخيب
- جنحاً في الظلام يحدين وهناً،
- ومراسيل دأبهن الدؤوب
- قاصدات مهذباً لم يشقق
- في معالي فعاله التهذيب
- إن تطلب شرواه فالغيث دفقاً
- مثل من سماحه مضروب
- وإذا ما الخظوظ أجرى إليها
- محطئ من بغاتهم أو مصيب
- بلد العاجز المزند فيها،
- ومضى الأحوذي فيها النجيب
- وأرى القوم حين خلوا مداه،
- وتناهى جريهم والهيوب
- حاجزوا سابقاً تمهل حتى
- أحسر الريح شأوه المطلوب
- ما لقينا من الحقوق اللواتي
- تتشكى أوجاعهن القلوب
- كل يوم حق يلم فيغلو
- جزعاً، أو يشط بعداً قريب
- فالتلقي له عقابيل خطب
- ولفرط التشييع أيضاً خطوب
- سقي الركب عامدين فلسطيـ
- ــن ففيهم شخص إلينا حبيب
- يشهد الأنس حين تشهد فينا،
- ويغيب السرور حين يغيب
- شيمة منك حرة يا أبا العبـ
- ــاس وفاك نجرها أيوب
- فآبق ما طرب الحمام، وما نا
- زع شوقاً إلى محل غريب
المزيد...
العصور الأدبيه