الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> لامت ملامة مشفق متعتب >>
قصائدالبحتري
لامت ملامة مشفق متعتب
البحتري
- لامت ملامة مشفق متعتب،
- وسطت سطية ناصح لم يكذب
- واستشفعت بدموعها، ودموعها
- لسن متى تصف الكآبة تسهب
- ولحزنها بصميم قلبي موقع
- ذاك على جمر الغضا المتلهب
- غيداء عاجلها الزمان بنكثه
- وبريبه المتصرف المتقلب
- فابتزها حسن الغراء،
- وصادفت منها الخطوب غريرة لم تنكب
- قالت: أراك بـ سر من را ثاويا
- في مرتع جشب وعيش منصب
- في حيث لا يلفي الشريف مناسباً
- يحنو عليه برأفة وتحدب
- فاعمد لظل من نزار فإنهم
- أهل اللهى، أو جانب من يعرب
- وانهض لأية بلدة حلوا بها
- في الأرض إن قربت وإن لم تقرب
- فهنالك الحسب الصميم، وحيث لا
- يغريك من نسب قريب المطلب
- قلت: اربعي في سر من را سيد
- كرمت ضرائبه عظيم المنصب
- بحر متى تقف الظلماء بمورد
- منه يطب لهم جداه ويعذب
- خضر بن أحمد طود عز شامخ
- راس دعائمه، أمين المنكب
- كهف إذا استذرى العفاة بظله
- لجأوا إلى كنف رحيب مخصب
- إن تمس عبد القيس عني قد نأت
- والأزد بين تشتت وتشعب
- فقد اعتصمت بموائل من وائل،
- وغلبت أحداث الزمان بـ تغلب
- بابن المورث من ربيعة مجدها
- وابن المؤثل كل عز أغلب
- كم من أب لك ذي مناقب جمة
- حام، وجد ذي مكارم منجب
- وعلا تقاصرت المساعي دونه
- فسمت بذكركم سمو الكوكب
- وإذا الكماة تكافحت في معرك
- وتنازعت كأس الردى من مشرب
- فلكم مواقف في الوغى مشهورة
- بوارثة عن كل ليث محرب
- يا خضر أمن مسود في سادة
- من كل محتضر الرواق محجب
- قد سدت في حال الحداثة يافعاً
- ولبست أبهة الجليل الأشيب
- وأرتك أعقاب الأمور روية
- من حازم ماضي العزيم مجرب
- فلأنت أرهف حين تدهم خطة
- من مرهف شهرته كفك مقضب
- ولأنت أنفح بالنوافل والندى
- من واكف مسحنفر متصبب
- ولأنت أمنع من كليب جانباً
- للمستجير المرهق المترقب
- وكأن وجهك حين تسأل مشرب
- من حسنه ماء الحسام المذهب
- خذها إليك وسيلة من راغب
- متقرب، متوصل، متسبب
- جاءتك في طيب التحية تجتنى
- من منبت أنق وروض معشب
- أوفى بها كالعقد فصل نظمه
- بالدر إلا أنه لم يثقب
- هذا وليك مستجيراً عائذاً
- بذراك من زمن حديد المخلب
- قد شام برقا من نداك أحبه
- إذ كان برق يديك ليس بخلب
المزيد...
العصور الأدبيه