الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> كلفني فوق الذي أستطيع >>
قصائدالبحتري
كلفني فوق الذي أستطيع
البحتري
- كَلّفَني، فَوْقَ الذي أسْتَطيعْ،
- مُعتَزِمٌ في لَوْمِهِ مَا يَرِيعْ
- لَجَاجَةٌ مِنْهُ تَأدّى بِهَا
- إلى الذي يَنصُبُني، أمْ وَلُوعْ
- يأمُرُ بِالسّلْوَانِ جَهْلاً، وَقَدْ
- شاهَدَ مَا بَثّتْهُ تِلْكَ الدّمُوعْ
- وَمِنْ عَنَاءِ المَرْءِ أوْ أفْنِهِ
- في الرّأيِ، أنْ يأمُرَ مَنْ لا يُطيعْ
- وَالظّلْمُ أنْ تَلحي على عَبرَةٍ
- مُظْهِرَةٍ مَا أضْمَرَتْهُ الضّلُوعْ
- هُوَ المَشُوقُ استَغزَرَتْ دَمْعَهُ
- مَعاهِدُ الأُلاّفِ، وَهيَ الرّبُوعْ
- طَوّلَ هَذا اللّيْلَ أنْ لا كَرَى
- يُرِيكَ مَنْ تَهوَى وَأنْ لا هُجوعْ
- يَمضِي هَزِيعٌ لمْ يُطِفْ طائِفٌ
- مِنْ عِنْدِ أسْمَاءَ، ويَأتي هَزِيعْ
- إذا تَوَقّعْنَا نَوَاهَا جَرَتْ
- سَوَاكبٌ، يَحمرُّ فيها النّجيعْ
- تَوَقُّعُ الكُرْهِ ازْدِيادٌ إلى
- عَذابِ مَنْ يَرْقُبُهُ لا الوُقُوعْ
- ألمَالُ مَالانِ، وَرََبّاهُمَا
- مُعْطٍ لمَا تََسألُهُ، أوْ مَنُوعْ
- وَاليأسُ فيهِ العِزُّ مُسْتَأنَفاً،
- وَفي أكاذيبِ الرّجَاءِ الخُضُوعْ
- مَنْ جَعَلَ الإسْرَافَ يَقْتَادُهُ،
- فَقَدْ أرَاني مَا يَرَاهُ الخَليعْ
- قَنَاعَةٌ تَتْبَعُهَا هِمّةٌ،
- مُشْتَبَهٌ فيها الغِنَى وَالقُنُوعْ
- لتَطْلُبَنّ الشّاهَ عِيدِيّةٌ،
- تَغَصُّ مِنْ بَدْنٍ بهِنّ النُّسُوعْ
- إذا بَعَثْنَاهُنّ ذُدْنَ الكَرَى
- عَنّا، إلى حَيثُ اطّبَاهُ الضَّجوعْ
- بالسّيْرِ مَرْفُوعاً إلى سَيّدٍ،
- مَكَانُهُ فَوْقَ ذَوِيهِ رَفيعْ
- إضَاءَةٌ مِنْ بِشْرِهِ لا يَرَى
- مِثْلَ تَلاليهَا الحُسَامُ الصّنيعْ
- وَبَسطَةٌ مِنْ طُولهِِِ، لَوْ خَلا
- شِبْهٌ لهَا صِيغَتْ عَلَيْهِ الدّرُوعْ
- تََدْنُو رِكَابَاهُ لِمَسّ الحَصَى،
- وَالطِّرْفُ مُسْتَعْلٍ قَرَاهُ تَليعْ
- وَيَذْعَرُ الأعداءُ مِنْ فَارِسٍ،
- يَهُولُهُمْ إشْرَافُهُ، أوْ يَرُوعْ
- أهْوَاؤهُمْ شَتّى لِعِرْفَانِهِ،
- وَهمْ سوَى ما أضْمَرُوهُ جَميعْ
- لا تَغتَرِرْ مِنْ حِلمِهِ، وَاحترِسْ
- مِنْ سَطوَةٍ فيها السِِّمامُ النّقيعْ
- يُؤنِسُ بالسّيفِ، اغْتِرَاراً بهِ،
- وَفي غِرَارِ السّيفِ مَوْتٌ ذَرِيعْ
- ثَاني وُجُوهِ الخَيلِ مُقْوَرّةً
- في الكَرّ حتّى يَستَقِلّ الصّرِيعْ
- إذا شَرَعْنَا في نَدَى كَفّهِ،
- ألْحَقَنَا بالرّيّ ذاكَ الشّرُوعْ
- وَإنْ أفَضْنَا في نَثَاهُ، فَقُلْ
- في نَفَحاتِ المِسكِ، غَضّاً، يضُوعْ
- مُشَفَّعٌ في فَضْلِ أُكْرُومَةٍ
- مُعْجَلَةٍ عَنْ وَقْتِهَا، أوْ شَفيعْ
- نَجْرِي إلى أقْسامِنا عِنْدَهُ،
- فَما كِثٌ عَنْ حَظّهِ، أوْ سَرِيعْ
- وَالأنجُمُ الخَمسَةُ تَجرِي، وَقَدْ
- يَرِيثُ طَوْراً بَعضُهُنّ الرّجُوعْ
- بالغِرْشِ أوْ بالغَوْرِ مِنْ رَهْطِهِ،
- أُرُومُ مَجْدٍ سَانَدَتْهَا الفُرُوعْ
- لَيسَ النّدَى فِيهمْ بَديعاً، وَلا
- مَا بَدأُوهُ مِنْ جَميلٍ بَديعْ
- لا يَرْتَئي الوَاحِدُُ مِنهُمْ سِوَى
- ما يَرْتَئيهِ، في العُلُوّ، الجَميعْ
- مَكارِمٌ فَضّلْنَ مَنْ يَشْتَرِي
- نَبَاهَةَ الذّكْرِ عَلى مَنْ يَبِيعْ
- يَرْجُو لهَا الحُسّادُ نَقْلاً، وَقَدْ
- أرْسَى ثَبيرٌ، وَتَأيّا تَبِيعْ
- رُكْني، بآلاءِ أبي غَانِمٍ،
- ثَبْتٌ، وَكَهفي في ذَرَاهُ مَنيعْ
- كَمْ أدّتِ الأيّامُ لي ذِمّةً
- محْفوظةً، في ضِمْنِهِ، ما تَضِيعْ
- وَكَمْ لَبِستُ الخَفضَ في ظِلّهِ،
- عُمرِي شَبابٌ، وَزَماني رَبيعْ
المزيد...
العصور الأدبيه