الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> قد ترى داراسات تلك الرسوم >>
قصائدالبحتري
قد ترى داراسات تلك الرسوم
البحتري
- قَدْ تَرَى دارِاساتِ تِلْكَ الرّسومِ،
- وَغَرَامَ المَعْذُولِ فِيهَا، المَلومِ
- واقِفَاً يَسْألُ المَغَاني. وَيَسْتَغْـ
- ـزِرُ فَيْضاً منْ وَاكِفٍ مَسْجومِ
- إنّ أوَهَى الحِبَالِ حَبْلُ وَدَادٍ،
- أوْشكَتْ صَرْمَهُ مَهاةُ الصّريمِ
- تابَعَتْ ظُلْمَها ظَلومٌ، وَلَوْلا
- شَافِعُ الحُبّ هان ظُلمُ ظَلومِ
- ويَقَلُّ انْتِصَارَ مَنْ هَضََمَتْهُ
- ذاتُ كَشْحٍ مُهَفْهَفٍ مَهضُومِ
- آمِري بابْتِذالِ عِرْضي، وَعِرْضي
- رُقْعَةٌ مُسْتَعَارَةٌ مِنْ أديمي
- مُكْبِرٌ أنّني عدمتُ، وَعُدْمى
- لافْتِقادِ التَُكَرُّمِ، المَعْدُومِ
- كَيْفَ تَقْضي لي اللّيَالي قضَاءً
- يُشْبِهُ الَعْدلَ، وَاللّيالي خُصُومي
- وَعَجِيبٌ أنّ الغُيُوثَ يُرَجّيـ
- ؛هِنّ مَنْ لا يَرَى مَكانَ الغُيُومِ
- مَنَعَ الدّهْرُ أن يُسَوّيَ في القِسْـ
- مَةِ بَينَ المَحْظوظِ وَالمحْرُومِ
- أَلحَتْمٍ مُقَدَّرٍ، أمْ بِحَقّ
- وَاجِبٍ، مَا ادّعاهُ أهْلُ النّجومِ
- وَمَرَامُ المَعْرُوفِ صَعْبٌ، إذا لمْ
- تَلْتَمِسْهُ لَدَىالشَّريفِ الأرُومِ
- وَمَتَى تَسْتَعِنْ بيُونُسَ تُرْفَدْ
- بعَظِيمِ يَكْفِيكَ شَأنَ العَظِيمِ
- كَرَمٌ يَدْرَأُ الخُطوبِ، وَلا يَدْ
- رَأ لُؤمَ الخطوبِ، غيرُ الكَريمِ
- في العُلا مِنْ مُلوكِ غَسّانَ وَالصِّيـ
- ـدِ الصّنَادِيدِ مِنْ مُلوكِ الرّومِ
- فَارِسٌ يُحْسِنُ البَقِيّةَ إنْ أو
- طِىءَ أعْقَابَ عَسْكَرٍ مَهْزُومِ
- مَا اسْتَماحَ العافُونَ جَدْوَاهُ، إلاّ
- كانَ عِداً لَهُمْ عَتِيدَ الجُمومِ
- نَابِهٌ في محَاسِنٍ شَهّرَتْهُ،
- لَمْ يَكُنْ فضْلُهُنّ بالمَكتُومِ
- تَقِفُ المَكْرُمَاتُ لا يَتَوَجّهْـ
- ـنَ لِوَجْهٍ إلاّ إلى حيْثُ يومي
- نَحْنُ مِنْ سَيبِهِ المُقَسَّمِ فِينَا،
- في حيَاً وَابلٍ عليْنَا مُقِيمِ
- مِنْ أمَارَاتِ مُفْلِسٍ أنْ تَرَاهُ
- مُوجِفاً في اقتِضَاءِ دَيْنٍ قَديمِ
- وَعَدُوُّ الإفْلاسِ ناشِدُ عَهْدٍ
- مِنْ عُهودِ الأزْدِيّ، غيرِ ذَمِيمِ
- سَيّدٌ أنْطَقَ القَوَافي بِنُعْمَا
- هُ، وكانتْ مِن قبلُ ذاتَ وُجومِ
- يا فَتَى الأزْدُ سُؤدَداً يا أبا العَبّا
- سِ، يا أحْمَدُ بْنُ إبْرَاهِيمِ
- إِنَّمَا نَحْمَدُ الفَعَالَ مِنَ الحُرِّ
- إِذا مَا اسَتَلامَ فِعْلَ المُلِيمِ
- لَوْ جفََتْ كَفُّكَ النّدَى لَسَلَوْنَا
- مِنْهُ عنْ غائِبٍ، بَطيءِ القُدُومِ
- إنْ يكُنْ ما طَلَبْتَ حقّاً يُطالِبْ
- نَفْسَهُ بالوَفَاءِ أرْضَى غَرِيمِ
- أوْ تَغَابَى مُسامِحاً، فَكثِيراً
- ما أرَانَا الغِنَى تَغَابي الكَرِيمِ
المزيد...
العصور الأدبيه