الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> قد أهدف الغث العمى لو لم يكن >>
قصائدالبحتري
قد أهدف الغث العمى لو لم يكن
البحتري
- قَدْ أهدَفَ الغَثُّ العَمَى، لوْ لم يكنْ
- وَغْداً، وَلَيسَ الوَغدُ مِنْ أهْدافي
- وَأتَى بأبْياتٍ لَهُ مَسْرُوقَةٍ،
- شَتّى النِّجَارِ، وَنِسْبَةٍ أقوَافِ
- مَا إنْ يَزَالُ يَجُرُّ مِنْ إشْعَارِهِ
- جِيفَاً، فكَيفَ أقُولُ في الجَيّافِ
- باتَ الشَّقِيُّ قَتِيلَ أَيْرٍ بعدَ ما
- آل الهِجَاءُ بهِ قَتِيلَ قَوافِ
- يُنْبيكَ عَنْ حلَقِيةٍ في شِعْرهِ
- بِتعَصُّبٍ للاَّمِ دونَ الكافِ
- وَالشّاعِرُ السّرّاجُ كَانَ يَفُوتُنا
- عَجَباً، فَقُلْ في الشّاعرِ الإسكافِ
- مُتَلَفِّفُ العُثْنُونِ مِنْ إكْبَابِهِ
- للخَرْزِ بَينَ قَوَالِبٍ وَأشَافِ
- فَقَدَتْكَ أقْدامُ العُلُوجِ، فكُلُّ مَن
- بِبِلادِ رَأسِ العَينِ بَعدَكَ حَافِ
- وَزَعَمْتَ أنّكَ خَثْعَميٌّ، بَعدَمَا
- عرَفوا أباكَ، فبَعضَ ذا الإرْجافِ
- أنّى قَنِعْتَ بخَثْعَمٍ، وَهْيَ التي
- لَيْسَتْ مِنَ الأسْبابِ غَيرَ كِفَافِ
- ما قَصّرَتْ بكَ هِمّةٌ عَنْ هَاشِمٍ
- لَوْلا اتّقَاءُ عُقُوبَةِ الأشْرَافِ
- أسَرَفْتَ شِعْرِي ثمّ جِئتَ تَذيمُني؟
- يا وَغْدُ! ما هَذا مِنَ الإنْصَافِ
- وَجَرَيْتَ تَطْلُبُني، فَرَدَّكَ خَائباً
- حَسَبُ الحِمارِ، وَكَبوَةُ الإقْرَافِ
- إَنْ لَمْ أَدُلَّ عَلَى أَبيكَ فأَنَّني
- منْ لُؤْمِ نُطْفَةِ جَدّكَ النطّافِ
المزيد...
العصور الأدبيه