الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> فدتك أكف قوم ما استطاعوا >>
قصائدالبحتري
فدتك أكف قوم ما استطاعوا
البحتري
- فَدَتْكَ أكُفُّ قَوْمٍ ما استَطاعوا
- مَساعِيكَ، التي لا تُستَطاعُ
- عَلَوْتَهُمُ بجَمْعِكَ ما أشَتّوا
- منَ العَليا، وحِفظِكَ ما أضَاعُوا
- تَعُمُّ تَفَضُّلاً، وَتَبينُ فَضْلاً،
- وأنْتَ المَجْدُ مَقْسُومٌ مُشَاعُ
- وَهَبْتَ لَنَا العِنَايَةَ، بَعدَما قد
- نَرَاهَا عِنْدَ أقْوَامٍ تُبَاعُ
- وَلَمْ تَحظُرْ عَلَيْنَا الجَاهَ، حتّى
- جَرَتْ عَنهُ المَذانِبُ والتِّلاعُ
- فَفِعْلُكَ، إنْ سُئِلتَ، لنا مُطيعٌ،
- وَقَوْلُكَ، إنْ سألتَ، لنا مُطاعُ
- مَكَارِمُ منكَ، إنْ دَلَفَتْ إلَينا
- صُرُوفُ الدّهرِ، فَهْيَ لَنَا قِلاَعُ
- خَلائِقُ، لا يَزَالُ يَلُوحُ فيها
- عِيَانٌ للمُدَبِّرِ، أو سَمَاعُ
- أمِنّا أنْ تُصَرِّعَ عَنْ سماحٍ،
- وَللآمَالِ في يَدِكَ اصْطِرَاعُ
- خِلاَلُ النَّيْلِ، في أهلِ المَعالي،
- مُفَرَّقَةٌ، وأنتَ لَهَا جُمَاعُ
- دَنَوْتَ تَوَاضُعاً، وَبَعدتَ قَدراً،
- فشَأناكَ انْحِدارٌ، وارْتِفَاعُ
- كذاكَ الشّمسُ تَبعَدُ إنْ تَسامى،
- وَيَدْنُو الضّوْءُ مِنْهَا، والشّعاعُ
- وَقَدْ فَرَشَتْ لكَ الدّنيا، مِرَاراً،
- مَرَاتِبَ، كُلُّهَا نَجْدٌ يَفَاعُ
- فَمَا رَفَعَ التّصَفّحُ مِنْكَ طَرْفاً،
- وَلاَ مَالَتْ بأخْدَعِكَ الضِّيَاعُ
المزيد...
العصور الأدبيه