الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> غروب دمع من الأجفان تنهمل >>
قصائدالبحتري
غروب دمع من الأجفان تنهمل
البحتري
- غُروبُ دَمْعِ مِنَ الأَجْفَانِ تَنْهَمِلُ
- وحُرْقَةٌ بِغَلِيلِ الحُزْنِ تَشْتَعِلُ
- ولَيسَ يُطْفِىءُ نار الحُزْنِ إِذ وَقَدَتْ
- عَلَى الجَوَانحِ إِلاَّ الوَاكِفُ الخَضِلُ
- إِنْ لَجَّ حُزْنٌ ، فَلا بِدْعٌ وَلاَ عَجَبٌ
- أَو قَلَّ صَبْرٌ ، فَلاَ لَوْمٌ ولاَ عَذَلُ
- عَمْرِي ، لقَدْ فَدَحَ الخَطْبُ الَّذي طَرَقَتْ
- بِهِ اللَّيَالِي ، وجَلَّ الحادِثُ الجَلَلُ
- لِلهِ أَيُّ يَدٍ بََانَ الحِمَامُ بها
- مِنَّا ، وأَيَّةُ نَفْسٍ غالَها الأَجَلُ
- سَيِّدَةُ النَّاسِ حَقًّا بَعْد سَيّدِهِمْ
- ومَنْ المأُثُرَاتُ الُّسبَّقُ الأُوَلُ
- جرَى لَهَا قَدَرٌ حَتْمٌ ، فَحلَّ بها
- مَكْرُوهُه ُ ، وقضاءٌ مُوشِكٌ عَجِلُ
- فَكُلُّ عَيْنٍ لَهَا مِن عَبْرَةٍ دِرَرٌ
- وكلُّ قَلْبٍ لهُ من حَسْرَةٍ شُغُلُ
- عَمَّ البُكَاءُ عَلَيْها والمُصَابُ بها
- كَمَا يَعُمُّ سَحَابُ الدِّيمَةِ الهَطَلُ
- فالشَّرْقُ والغَرْبُ مَغْمُورانِ مِن أَسَفٍ
- باقٍ لِفقْدَانِها ، والسَّهْلُ والجَبَلُ
- مَثُوبَةُ اللهِ مِمَّا فَارقَتْ عِوَضٌ
- وجَنَّةُ الخُلْدِ مِمَّا خَلَّفَتْ بَدَلُ
- قُلْ لْلإِمامِ الَّذي آلاَؤْهُ جُمَلٌ
- وبِشْرُهُ أَمَلٌ ، وسُخْطُهُ وَجَلُ
- لَكَ البَقَاءُ عَلَى الأَيامِ يَقْتَبِلُ
- والعُمْرُ بَمْتَدُّ بالنُّعْمَى ويَتَّصِلُ
- والنَّاسُ كلُّهُمُ في كُلِّ حَادِثَةٍ
- فِدَاءُ نَعْلِكَ أَنْ يَغْتَالَك الزَّلَلُ
- إِذا بَقْيتَ لِدِينِ اللهِ تَكُلأُهُ
- فَكُلُّ رُزْءٍ صَغِيرُ القَدْرِ مُحْتَمَلُ
- لَئِنْ رُزِيتَ الَّتِي ما مِثْلُها امْرَأَةٌ
- لَقَدْ أَتِيتَ الَّذي لَمْ يُؤْتَهُ رَجُلُ
- صبْراً ومَعْرِفَةً باللهِ صادِقةً ،
- والصَّبْرُ أَجْمَلُ ثَوْبٍ حِين يُبْتًذَلُ
- عَزَّيْتَ نَفْسَكَ عَنْهَا بالنَّبِيَّ ، ومَا
- في الخُلْدِ بَعْدَ النَّبِيِّ المُصْطَفَى أَمَلُ
- وَكَيْفَ نَرْجُو خُلُوداً لَمْ يُخَصَّ بهِ
- مِنْ قبْلِنَا أَنْبِياءُ اللهِ والرَّسْلُ
- عمَّرَكَ الله في النَّعْمَاءِ مُبْتَهِجاً
- بها ، وأَعْطَاكَ منْهَا فَوْقَ ما تَسَلُ
المزيد...
العصور الأدبيه