الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> غرام ما أتيح من الغرام >>
قصائدالبحتري
غرام ما أتيح من الغرام
البحتري
- غَرَامٌ ما أُتيحَ مِنَ الغَرَامِ،
- وَشَجْوٌ للمُحِبّ المُسْتَهَامِ
- عَشيتُ عن المَشيبِ، غَداةَ أصْبو،
- بذِكْرِكَ أوْ صَمَمْتُ عَنِ المَلاَمِ
- أيا قَمَرَ التّمامِ أعَنْتَ، ظُلْماً،
- عَليّ تَطَاوُلَ اللّيْلِ التّمَامِ
- أمَا وَفُتُورِ لحظِكَ، يَوْمَ أبْقَى
- تَصرفُهُ فُتُوراً في عِظَامي
- لَقَدْ كَلّفْتَني كَلَفاً أُعَنّى
- بهِ، وَشَغَلْتَني عَمّا أمَامي
- سَيَقْتُلُ في المَسِيرِ، إذا رَحَلْنا،
- غَليلٌ كانَ يُمرِضُ في المَقامِ
- أسَاءَ لَهيبُ خَدٍّ مِنكَ تُدْمي
- مَحَاسِنُهُ بقَلْبٍ، فيكَ، دامِ
- أُعِيذُكَ أنْ يُرَاقَ دَمٌ حَرَامٌ
- بذاكَ الدّلّ، في شَهْرٍ حَرَامِ
- مُحَمّدُ، يا بنَ عَبدِالله، لَوْلا
- نَداكَ لفَاضَ مَعرُوفُ الكِرَامِ
- وَمَا لِلنَّجْمِ إلاّ طَوْلُ قَوْمٍ،
- بِهِمْ تَسْمُو بفَخْرِكَ، أوْ تُسامي
- لَكُمْ بَيتُ الأعَاجِمِ، حَيثُ يُبنَى،
- وَمُفْتَخَرُ المَرَازِبَةِ العِظَامِ
- يَلُومُكَ في النّدَى مَنْ لم يُوَرَّثْ
- عٌُلاَ الشّرَفِ الذي عَنْهُ تُحامي
- فِداؤكَ صاحبُ النّسَبِ المُعَمّى،
- مِنَ الأقْوَامِ، والخُلُقِ الكَهامِ
- فما استَجْديتَ، إلاّ جئْتَ عَفواً
- كفَيضِ البَحْرِ، أوْ صَوْبِ الغَمامِ
- وَكَمْ مِنْ سُؤدَدٍ غَلَسْتَ فيهِ،
- وَلَمْ تَرْبَعْ عَلَى النّفَرِ النّيَامِ
- أرَاجِعَتي يَداكَ بأعْوَجيٍّ،
- كقِدْحِ النّبعِ في الرّيشِ اللُّؤامِ
- بأدْهَمَ كالظّلامِ، أغَرَّ يَجْلُو،
- بِغُرّتِهِ، دَيَاجِيرَ الظّلامِ
- تَقَدّمَ في العِنَانِ، فَمَدّ مِنْهُ
- وَضَبّرَ، فاستَزَادَ منَ الحِزَامِ
- تَرَى أحْجَالَهُ يَصْعَدْنَ فيهِ
- صُعُودَ البرْقِ، في الغَيمِ الجَهامِ
- وَمَا حَسَنٌ بأنْ تُهديهِ فَذّاً،
- سَليبَ السّرْجِ، مَنْزُوعَ اللّجامِ
- فأتْمِمْ ما مَنَعْتَ بهِ، وأَفْضِلْ،
- فَمَا الإِفضالُ إلاّ بالتّمامِ
المزيد...
العصور الأدبيه