الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> عند العقيق فماثلات دياره >>
قصائدالبحتري
عند العقيق فماثلات دياره
البحتري
- عِنْدَ العَقيقِ، فَماثِلاَتِ دِيَارِهِ،
- شَجَنٌ يَزِيدُ الصّبَّ في اسْتِعْبَارِهِ
- وَجَوًى، إذا اعتَلَقَ الجَوَانِحَ لم يدعْ
- لِمُتَيَّمٍ سَبَباً إلى إقْصَارِهِ
- دِمَنٌ تَنَاهَبَ رَسْمَهَا حَتّى عَفَا،
- مِنْها تَعَاقُبُ رَائحٍ بِقِطَارِهِ
- بَاتَتْ، وَبَاتَ البَرْقُ يَمْرِي عُوذَه
- فيها، وَيُنْتِجُ مُثْقَلاَتِ عِشارِهِ
- فالأَرْضُ في عِمَمِ النّبَاتِ مُجِدّةٌ
- أثْوَابَهَا، والرّوْضُ من نَوّارِهِ
- يَمْضِي الزّمَانُ، وَمَا قضْتُ لُبَانَتِي
- منْ حُسنِ مَوْهُوبِ الصّبَا وَمُعَارِهِ
- لَيْلٌ بذاتِ الطّلْحِ، إسْدافاتُهُ
- أشْهَى إلى المُشْتَاقِ من أسْحَارِهِ
- وَمِنَ أجلِ طَيْفِكِ عَادَ مُظلِمُ لَيلِهِ
- أحْظى لَدَيْهِ منْ مُضِيءِ نَهَارِهِ
- يَنْأى الخَيَالُ عَنِ الدّنُوّ، وَرُبّما
- وَصَلَ الزّيَارَةَ عندَ شَحطِ مَزَارِهِ
- وَلَقَدْ حَلَفتُ، وَفي أليّتيَ الصّفَا
- في هَضْبِهِ، وَالبَيتُ في أستارِهِ
- للْخُضْرُ في شُبَهِ الخُطُوبِ، وَرَأيُهُ
- كالسّيفِ في حَمَسِ الوَغَى، وغِرَارِهِ
- إنْ أزْعَجَتْكَ منَ الزّمَانِ مُلِمّةٌ،
- فاندُبْ رَبيعَتَهُ لَهَا ابنَ نِزَارِهِ
- مَنْ ذا نُؤمِّلُهُ لِمِثْلِ فَعَالِهِ،
- أمْ مَنْ نُؤَهِّلُهُ لخَوْضِ غِمَارِهِ
- يُرْجَى مُرَجّيهِ، فَيؤتَنَفُ الغِنَى
- مِمّا يُنِيلُ، وَيُسْتَجَارُ بِجَارِهِ
- إمّا غَنِيٌّ زادَ في إغْنَائِهِ،
- أوْ مُقْتِرٌ يُعْدَى على إقتارِهِ
- وَمُظَفَّرٌ بالمَجْدِ، إدْرَاكَاتُهُ،
- في الحَظّ، زَائدَةٌ على أوْطَارِهِ
- حَسْبُ العَدُوّ صَرِيمَةٌ مِنْ رأيِهِ،
- تُمضِي لَهُ، أوْ جَمَرَةٌ من نَارِهِ
- تُجلَى الحَوَادِثُ عَنْ أغَرّ كأنّمَا
- رَضْوَى أصَالَةُ رأيِهِ وَوَقارِهِ
- عَنْ مُكثِرٍ مِنْ سَيْبِهِ لكَ، لَوْ جَرَى
- مَعَهُ الفُرَاتُ لَقَلّ في إكْثَارِهِ
- أنْسَى صَنَائِعَهُ إليّ، وَمَا يَنِي
- أثَرٌ يَلُوحُ عليّ مِنْ آثَارِهِ
- بَحْرٌ، إذا وَرَدَتْ رَبيعَةُ سَيْحَهُ
- لَمْ يخْشَ نَهْلَتُهَا عَلَى تَيّارِهِ
- وإذا الأرَاقِمُ فاخَرَتْ أكْفَاءَها،
- بَدَأتْ بسُؤدَدِهِ وَعِظْمِ فَخَارِهِ
- جانبه نازل برقعيد فإنه
- أسد العرين تزوره في زاره
- أوْلادُ مَسْعُودِ بنِ دَلْهَمَ، إنّهم
- كَلأوُا ثُغُورَ المَجدِ مِنْ أقْطَارِهِ
- يَرْجُو حَسُودُهُمُ الكَفَاءةَ بَعدَ مَا
- خَفِيَتْ نُجُومُ اللّيْلِ في أقمارِهِ
- بنئتُ أنّ أبَا المُعَمِّرِ زَادَهُمْ
- ثأراً، عَشِيّةَ جَاءَ طالِبَ ثَارِهِ
- أتْبَعْنَ عَبْدَ الله رِمّةَ أحْمَدٍ،
- والنّقْعُ يَتْبَعُهُنّ هَيْجُ مَثَارِهِ
- مَا بَالُ قَبرِ أبيكُمُ في دُراِهِمْ
- غُلُقاً، وَقَبرُ أبيهِمِ في دارِهِ
- ألاّ انتَقَذْتُمْ شِلْوَهُ، وَعَديدُكم
- فَوْتُ الحَصَى، والضِّعفُ من مِقْدارِهِ
المزيد...
العصور الأدبيه