الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> على أي أمر مشكل أتلوم >>
قصائدالبحتري
على أي أمر مشكل أتلوم
البحتري
- عَلى أيّ أمْرٍ مُشْكِلٍ أتَلَوّمُ،
- أُقِيمُ، فأثْوِي، أمْ أهُمُّ، فأعزِمُ
- وَلَوْ أنْصَفَتْني سرّ مَنْ رَاءَ لم أكنْ
- إلى العِيسِ، مِن إيطانِها، أتَظَلّمُ
- لَقَدْ خابَ فيها جاهِدٌ، وَهوَ ناطِقٌ،
- وأُعْطيَ مِنْها وَادِعٌ، وَهوَ مُفحَمُ
- ولَوْ وَصَلَتْني بالإِمَامِ ذَرِيعَةٌ،
- دَرَى النّاسُ أيَّ الطّالبينَ يُحَكَّمُ
- أُعَاتِبُ إخْوَاني، وَلَسْتُ ألُومُهُمْ
- مُكَافَحَةً، إنّ اللّئِيمَ المُلَوَّمُ
- وَقَدْ كُنتُ أرْجُو، والرّجَاءُ وَسيلَةٌ،
- عَليَّ بنَ يَحْيَ، لِلَّتي هيَ أعظَمُ
- مُشاكَلَةُ الآدابِ تَصرِفُ ناظِري
- إلَيْهِ، وَوِدٌّ بَيْنَنَا مُتَقَدّمُ
- وَهِزّتُهُ لِلْمَجْدِ، حَتّى كأنّما
- تَثَنّى بِهِ الخَطّيُّ فيهِا المُقَوَّمُ
- أبَا حَسَنٍ! ما كَانَ عَذلُكَ فيهمُ
- لِواحِدَةٍ، إلاّ لأنّكَ تَفْهَمُ
- وَمَا أنْتَ بالثّاني عِناناً عَنِ العُلاَ،
- وَلاَ أنَا بالخِلّ الذي يَتَجَرّمُ
- خَلاَ أنّ بَاباً رُبّما التَاثَ إذْنُهُ،
- وَوَجهاً طَليقاً، رُبّما يَتَجَهَّمُ
- وإنّي لَنِكْسٌ إنْ ثَقُلتُ عَلى الغِنَى،
- وَكُنتُ خَفيفَ الشّخصِ إذْ أنا مُعدَمُ
- سأحملُ نَفسِي عنكَ حَملَ مُجَامِلٍ،
- وَأُكْرِمُها إنْ كانتِ النّفسُ تُكرَمُ
- وأبْعَدُ حَتّى تَعرِضَ الأرْضُ بَيْنَنَا،
- وَيُمسي التّلاقي وَهْوَ غَيبٌ مُرَجَّم
- عَلَيْكَ السَّلاَمُ أَقْصَرَ الوصْلُ فانْطَوَى
- وأَجْمَعَ تَوْدِيعاً أَخُوكَ المُسَلِّمُ
- فإلاّ تُساعِدْني اللّيالي، فَرُبّما
- تأخّرَ في الحَظّ الرّئيسُ المُقَدَّمُ
- وَمَا مَنَعَ الفَتْحُ بنُ خَاقَانَ نَيْلَهُ،
- وَلَكِنّها الأقْدارُ تُعْطِي وَتَحْرِمُ
- سَحَابٌ خَطاني جودُهُ، وَهوَ مُسبَلٌ،
- وَبَحْرٌ عَداني فَيْضُهُ، وَهوَ مُفعَمُ
- وَبَدْرٌ أضَاءَ الأرْضَ شَرْقاً وَمَغْرِباً،
- وَمَوْضِعُ رِجلي منهُ أسْوَدُ مُظْلِمُ
- أأشْكُو نَداهُ بَعدَ ما وَسِعَ الوَرَى،
- وَمَنْ ذا يَذُمُّ الغَيثَ، إلاّ مُذَمَّمُ
المزيد...
العصور الأدبيه