الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> علل النفوس قريبة أوطانها >>
قصائدالبحتري
علل النفوس قريبة أوطانها
البحتري
- عِلَلُ النّفُوسِ قَرِيبَةٌ أوْطانُهَا
- وَصَلَتْ، فمَلّ وِصَالَها جيرَانُهَا
- سَهُلَتْ لرَائدِها الجِبالُ: ثَبيرُها،
- فجَليلُها، فَشَمَامُهَا، فأبَانُهَا
- فاشكُرْ يَدَ الأيّامِ في حُسْنٍ فقَد
- عَفّى إسَاءَتَهَا بِهِ إحْسَانُهَا
- أوَ مَا تَرَاهُ تَغَيّرَتْ قُمْرِيّةٌ
- في لَوْنِهِ، فتَغَيّرَتْ ألْوَانُهَا
- نَفْسِي فِداؤكَ أَيُّهَا النّفسُ التي،
- لوْ خُلّيَتْ، أوْدَى بها خُلاّنُهَا
- قد زِدتَ في مَرضِ القلوبِ، فبرّحَتْ
- بُرَحاؤها، وَتَضَاعَفَتْ أشجانُهَا
- ما عِلّةٌ كَتَمَ التّجَهّلُ سِرَّهَا،
- لَوْ لمْ يُخَبّرْنَا بِِهَا إعْلانُهَا
- أُنْبِئُتَهَا بالغَيْبِ، ثُمّ رَأيْتُهَا
- تَدنُو مَسافَتُها، وَيَصْغُرُ شانُهَا
- وَسَمعتُ وَصفَكَها، فقُلتُ لوَ أنّها
- زَادَتْ، وأكبرُ بُغْيَتِي نُقصَانُهَا
- لا تَبعَثَنّ لهَا الهُمُومَ قَوَاصِداً،
- بَعدَ الهُمومِ، فإنّها أعْوَانُهَا
- أنّى أَخَافُ جِماحَها مِنْ بَعدِما
- ظَهَرَ الدّوَاءُ، وفي يَدَيهِ عِنانُهَا
- ضَرْبٌ من المَكرُوهِ يَدفَعُ آخَراً ،
- كالنّارِ كُفّ بغَرْقَدٍ وَقَدانُهَا
- وَالسّيفُ قد يُنقيهِ من كدَرِ الصّدا
- كَدَرُ المَداوِس بِكرُها وعَوَانُهَا
- وَالبَدرُ يكسِفُهُ النّهَارُ، فتبتَدي
- ظُلَمُ الدّجَى، فتُنيرُهُ أدجانُها
- لا تَعْدُمِنْكَ عَشيرَةٌ تَسْمُو إلى
- سَعدِ العَشِيرَةِ عَمرُها، وَقِنانُهَا
- فلأنْتَ، يَوْمَ نَعُدُّ أحْسَنَ ما لها،
- يَدُهَا الصَّناعُ، وَوَجهُها ولِسانُهَا
المزيد...
العصور الأدبيه