الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> علقنا بأسباب الوزير ولم نجد >>
قصائدالبحتري
علقنا بأسباب الوزير ولم نجد
البحتري
- عَلِقنا بأسبابِ الوَزِيرِ، وَلمْ نَجِدْ
- لنَا صَدَراً، دونَ الوَزِيرِ، وَلا وِرْدَا
- جرى فحوى سبق المجدين وادعاً
- وأعطى فما أعطى قليلاً ولا أكدى
- ولم يبد أفضالا على متطلب
- فواضله إلا عاد الذي أبدا
- طَوِيلُ اليَدَيْنِ، مَا تُعَدِّدُ وَائِلٌ
- أباً كأبيهِ في الفَعَالِ، وَلا جَدّا
- إذا شادَ شَيْبَانَ بنَ ثَعْلَبَةَ ارْتضَتْ
- رِئاسَةُ عالي البيت يَفرَعُها مَجْدا
- رَعَيْنَا بهِ السّعدانَ إذْ رَطِبَ الثْرَى
- لَنَا، وَوَرَدْنا مِنْ نَدى كفّه صَدّا
- وَما الغَيثُ مُنْهَلاًّ، تَوَالى عِهَادُهُ،
- بأرْوَحَ مِنْهُ بالسّماحِ، وَلا أغْدَى
- لكَ الخُيرُ مِنْ مُستَبطىءٍ في تأخّرِي،
- تَرَى أنّني آثَرْتُ هِجْرانهُ عَمْدا
- مَتى كُنتَ يا خَيرَ الأخِلاّءِ عائِداً
- بلَوْمٍ، على إلا تَراني، فلُم سُعدَا
- وَما أصْطَفي لَوْنَ الحِدادِ، وَلا أرَى
- لعَينيَ حَظّاً في الرّمادِ، إذا اسوَدّا
- لَئِنْ كُنْتَ نُوراً ساطِعاً، فطَرِيقُنا
- آلَيْكَ عَلى ظَلْماءَ داجِيَةٍ جِدّا
- وَلَوْ أنْجَحَتْ بَغدادُ مَوْعدَ وَاسطٍ،
- لمَا عدِمتْ منتي على نُجحِها حَمدَا
- وَما خِلتُكَ ابنَ الأنجُمِ الزُّهْر سائراً
- وَتَارِكَ نُعمَاكَ التي شُهِرَتْ عَدّا
- أُعيذُكَ أنْ يَعتَدّكَ القَوْمُ أُسْوَةً
- إذا عَزَمُوا في إثْرِ مسألة رَدّا
- وَما كانَ ما سَيّرْتُ فيكَ نَسيئَةً،
- فلِم لا يكونُ البَذْلُ في عَقبِهِ نَقْدا
المزيد...
العصور الأدبيه