الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> عجبا لطيف خيالك المتعاهد >>
قصائدالبحتري
عجبا لطيف خيالك المتعاهد
البحتري
- عَجَباً لِطَيفِ خَيالِكِ المُتَعَاهِدِ،
- وَلوَصْلِكِ المُتَقَارِبِ المُتَباعِدِ
- يَدنُو، إذا بَعُدَ المَزَارُ، وَيَنتَوِي
- في القُرْبِ، لَيسَ أخو الهوَى بمباعد
- ماذا أرَادَ مُلِمُّ طَيفِكِ، في الكَرَى،
- مِنْ وَاغِلٍ بَينَ الحَوَادِثِ شارِدِ
- مُتَحَيِّرٌ يَغْدُو بعَزْمٍ قَائِمٍ
- في كُلّ نائبة، وَجِدٍّ قَاعِدِ
- مَنْ كانَ يَحمَدُ، أوْ يَذُمُّ زَمَانَهُ
- هَذا، فَما أنَا للزّمَانِ بِحَامِدِ
- فَقْرٌ كَفَقْرِ الأنْبِيَاءِ، وَغُرْبَةٌ،
- وَصَبَابَةٌ؛ لَيسَ البَلاءُ بِوَاحِدِ
- كُفّي، فقَدْ ألْهَاهُ، عن حَرّ الهوَى،
- حَدَثٌ أطَلُّ مِنَ الهَوَاءِ البَارِدِ
- كَيفَ المَقَامُ بِآمِدٍ وَبِلادِهَا،
- مِنْ بَعْدِ ما شَابَتْ مَفارِقُ آمِدِ
- ضَحِكَتْ، فأبكَتْ عَينَ كلّ مُمَوَّه،
- مُتحملٍ تَحْتَ الضّرِيبِ الجَامِدِ
- يا يُوسُفُ بنَ أبي سَعيدٍ، وَالغِنى،
- للمُغْمَدِ العَزَماتِ، غَيرُ مُسَاعِدِ
- لَوْ شِئْتَ لَمْ تُفْسِدْ سَماحةَ حاتمٍ
- كَرَماً، وَلَمْ تَهْدِمْ مَآثِر خالِدِ
المزيد...
العصور الأدبيه