الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> ظلم الدهر فيكم وأساء >>
قصائدالبحتري
ظلم الدهر فيكم وأساء
البحتري
- ظَلَمَ الدّهْرُ فيكُمُ، وَأسَاءَ،
- فَعَزَاءً، بَني حُمَيْدٍ، عَزَاءَ
- أنْفُسٌ مَا تَكادُ تُفْقَدُ فَقْداً،
- وَصُدورٌ مَا تَبرَحُ البُرَحَاءَ
- أصْبَحَ السّيفُ داءَكمْ، وَهوَ الدّا
- ءُ الذي لا يَزَالُ يُعيي الدّوَاءَ
- وَانْتُحِي القَتْلُ فيكُمُ، فبَكَينا
- بدِمَاءِ الدّمُوعِ تِلْكَ الدّمَاءَ
- يا أبَا القَاسِمِ المُقَسَّمَ في النَجْـ
- ـدةِ، الجُودِ وَالنّدى أجزَاءَ
- وَالهِزَبْرَ الذي، إذا دارَتِ الحَرْ
- بُ بهِ صرّفُ الرّدى كَيفَ شاءَ
- الأسَى وَاجِبٌ عَلى الحُرّ، إمّا
- نِيّةً حُرّةً، وَإمَّا رِيَاءَ
- وَسَفَاهٌ أنْ يَجزَعَ المَرْءُ مِمّا
- كانَ حَتْماً عَلى العِبَادِ، قضَاءَ
- وَلماذا تَتّبِعُ النّفْسَ شَيْئاً،
- جعَلُ الله الفِرْدوْسَ منهُ بَوَاءَ
- أتُبَكّي مَنْ لا يُنَازِلُ بالسّيْـ
- ـفِ مُشيحاً، وَلا يَهزُّ اللّوَاءَ
- وَالفَتى مَنْ رَأى القُبُورَ لمَا طَا
- فَ بهِ مِنْ بَنَاتِهِ، أكْفَاءَ
- لسن من زينة الحياة كعد الـ
- ـله منها الأموال والأبناء
- قَدْ وَلَدْنَ الأعْداءَ قِدْماً، وَوَرّثْـ
- ـنَ التّلادَ الأقاصِيَ البُعَدَاءَ
- لمْ يَئِدْ كُثرَهُنّ قَيْسُ تَميمٍ،
- عَيْلَةً بَلْ حَمِيّةً وَإبَاءَ
- وَتَغَشّى مُهَلْهِلَ الذّلُّ فيهِنّ
- وَقَدْ أُعْطيَ الأدِيمَ حِبَاءَ
- وَشَقيقُ بنُ فَاتِكٍ، حَذَرَ العَا
- رِ عَلَيْهِنّ، فَارَقَ الدّهْنَاءَ
- وَعَلى غَيرِهِنّ أُحْزِنَ يَعْقُو
- بٌ، وَقَد جاءَهُ بَنُوهُ عِشَاءَ
- وَشُعَيْبٌ مِنْ أجلِهِنّ رَأى الوَحْـ
- ـدَةَ ضُعْفاً، فاستأجَرَ الأنْبِيَاءَ
- وَاستَزَلّ الشّيْطانُ آدَمَ في الجنّةِ
- لَمّا أغْرَى بِهِ حَوّاءَ
- وَتَلَفّتْ إلى القَبَائِلِ، فَانْظُرْ
- أُمّهَاتٍ يُنْسَبْنَ أمْ آبَاءَ
- وَلَعَمْرِي ما العَجزُ عنديَ، إلاّ
- أنْ تَبيتَ الرّجالُ تَبكي النّساءَ
المزيد...
العصور الأدبيه