الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> طيف ألم فحيا عند مشهده >>
قصائدالبحتري
طيف ألم فحيا عند مشهده
البحتري
- طَيفٌ ألَمّ، فحَيّا عندَ مَشهَدِهِ،
- قد كانَ يَشفي المُعَنْى مِنْ تَلَدّدِهِ
- تَجَاوَزَ الرّمْلَ يَسرِي مِنْ أعِقّتِهِ،
- مَا بَينَ أغوَارِهِ السّفلى، وَأنْجُدِهِ
- بَاتَ يَجُوبُ الفَلا مِنْ جانِبَيْ إضَمٍ،
- حتّى اهتَدى لرَميّ القلْبِ مُقصَدِهِ
- عَصَى عَلى نَهْيِ ناهيهِ، وَلَجَ بهِ
- دَمْعٌ أبَرَّ عَلى إسْعَادِ مُسْعِدِهِ
- صَبٌّ بمُبرِيهِ مِن سُقمٍ، ومُدنفهِ
- به ومَدُنيهِ مِنْ وَصْلٍ، وَمُبْعِدِهِ
- وعقد نِهَيتُ فؤادي، لوْ يُطاوِعُني،
- عَن ذي دَلالٍ، غرِيبِ الحسنِ مفرَدِهِ
- عن حُبّ أحوَى أسيلِ الخَدّ أبيَضِهِ،
- ساجي الجفونِ كحيلِ الطْرْفِ أسوَدِهِ
- مِثلُ الكَثيبِ تعَالى في تَرَاكُمِهِ،
- مِثْلُ القَضِيبِ تَثَنّى في تأوّدِهِ
- لتَسْرِيَنّ قَوَافي الشّعْرِ مُعْجَلَةً،
- مَا بَينَ سُيَّرِهِ المُثْلَى، وَشُرَّدِهِ
- جَوَازِياً حَسَناً عَنْ حُسْنِ أنْعُمِهِ،
- وَعن بَوَاديهِ في الجَدوَى وَعُوَّدِهِ
- المفتدي ملوك العجم خاضعة
- لفرعه المعتلي فيهم ومحتده
- وَالمُرْتَقي شَرَفَ العَلْيَاءِ، مُمْتَثِلاً
- مَكانَ جَرّاحِهِ مِنْهَا وَمَخلَدِهِ
- غاياتُ آمالِنَا القُصْوى، وَعُدّتُنا الـ
- ـعظمى لأقرَبِ ما نَرْجو، وَأبْعَدِهِ
- نَستأنِفُ النّعمَةَ الطُّولى العَريضَةَ من
- إنْعَامِهِ، وَاليَدَ البَيضَاءَ مِنْ يَدِهِ
- إنْ يلْؤمِ النّاسُ عِشْنَا في تَكَرّمِهِ،
- أوْ أخلَقَ الناس عدنا في تَجدّدِهِ
- إذا الرّجالُ استَذَمّوا عِندَ نَائِبَةٍ،
- فاضَتْ يَداهُ، فأرْبَى في تَحَمّدِهِ
- لا يَوْمَ نَشكُرُ، إلاّ يوْمَ نَائِلِهِ
- فينا، ولا غَدَ نَرْجُوهُ سِوَى غَدِهِ
- يُضِيءُ في أثَرِ المَعْرُوفِ، مُبتَهِجاً،
- كالبَدْرِ وَافَى تَماماً وَقتَ أسْعُدِهِ
- إذا وَصَلْتُ بهِ في مَطْلَبٍ أمَلاً،
- رأيتُ مَصْدَرَ أمْري قبلَ مَوْرِدِهِ
- يا أيّها السّيّد المُجْرِي خَلائِقَهُ
- عَلى سَوابِقِ عَلْياهُ، وَسُؤدَدِهِ
- أنتَ الكَريمُ، وَقد قدّمتَ مُبْتَدِئاً
- وَعْداً، وَكلُّ كَرِيمٍ عِنْدَ مَوْعِدِهِ
- وَلابنِ داوُدَ مَطْلٌ أنْتَ تَعرِفُهُ،
- إنْ لم تَرُضْهُ وَتحلُلْ من تَعَقْدِهِ
المزيد...
العصور الأدبيه