الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> شوق له بين الأضالع هاجس >>
قصائدالبحتري
شوق له بين الأضالع هاجس
البحتري
- شَوْقٌ لَهُ، بَينَ الأضَالِعِ، هاجسُ،
- وَتَذَكّرٌ، للصّدْرِ مِنهُ وَسَاوِسُ
- وَلَرُبّمَا نَجى الفَتَى مِنْ هَمّهِ
- وَخْد القِلاَصِ، وَلَيلُهُنّ الدّامسُ
- ما أنْصَفَتْ بَغدادُ، حينَ تَوَحّشتْ
- لنَزِيلِهَا، وَهْيَ المَحَلُّ الآنِسُ
- لَمْ يَرْعَ لي حَقَّ القَرَابَةِ طَيّءٌ
- فيها، وَلاَ حَقَّ الصّداقَةِ فارِسُ
- أعَلِيُّ! مَنْ يأمُلْكَ بَعْدَ مَوَدّةٍ
- ضَيّعْتَهَا مِنّي، فإنّي آيِسُ
- أوَعَدْتَني يَوْمَ الخَميسِ، وَقَد مَضَى
- مِنْ بَعْدِ مَوْعِدِكَ الخَميسُ الخامسُ
- قُلْ للأمِيرِ، فإنّهُ القَمَرُ الّذي
- ضَحِكَتْ بهِ الأيّامُ، وَهيَ عَوَابِسُ
- قَدّمْتَ قُدّامي رِجَالاً، كُلُّهُمْ
- مُتَخَلّفٌ عَنْ غَايَتي، مُتَقَاعِسُ
- وأذَلْتَني، حتّى لَقَدْ أشْمَتّ بي
- مَنْ كَانَ يَحسُدُ مِنهُمُ، وَيُنَافِسُ
- وأنا الذي أوْضَحتُ، غَيْرَ مَدافِعٍ،
- نَهجَ القَوافي، وَهيَ رَسْمٌ دارِسُ
- وَشُهِرْتُ في شَرْقِ البِلادِ وغَرْبِها،
- فكأنّني في كلّ نادٍ جالِسُ
- هَذي القَوَافيُ قَدْ زَفَفْتُ صِبَاحَها،
- تُهْدَى إلَيْكَ، كأنّهُنّ عَرَائِسُ
- وَلَكَ السّلاَمَةُ والسّلامُ، فإنّني
- غَادٍ، وَهُنّ عَلى عُلاكَ حَبَائِسِ
المزيد...
العصور الأدبيه