الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> شهي إلى الأيام تقليلها وفري >>
قصائدالبحتري
شهي إلى الأيام تقليلها وفري
البحتري
- شَهيٌّ إلى الأيّامِ تَقْليلُها وَفْرِي،
- وَخِذْلاَنُها إيّايَ إنْ سِمْتُها نَصرِي
- أرَى وَكْدَ دَهْرِي أنْ أُقلّ، وَلاَ أرَى
- لدَهْرِي جَمالاً ظاهراً مثلَ أن أُثْرِي
- لأكدَيتُ حتّى خِلتُ دِجلَةَ شُبّهَتْ،
- وَقُلتُ السّرَابُ في مَنَاقعها يَجرِي
- لَئنْ غَرّني مَطْلُ البَخيلِ لَقَبْلَهُ
- غُرِرْتُ بإسعافِ الخَيالِ الذي يَسرِي
- فَهَلْ في أبي بَكْرٍ أداءُ رِسَالةٍ
- إلى السّيّدِ الضّخْمِ الدّسيعةِ من بَكْرِ
- وَمَا عَنْ أبي الصّقْرِ ارْتيَادٌ لمُوجَعٍ
- منَ الكَلْمِ لا يأسُوهُ غَيرُ أبي الصّقْرِ
- تأمّلَ منهُ مُبْتَغو النَّيلِ طَلْعَةً،
- إذا كَلّفُوها البَدرَ شَقّتْ على البَدرِ
- وفي القَصرِ والشّهرِ الجَديدَينِ نَرْتجي
- جَداً منهُ يَتلو جِدّةَ القَصرِ والشّهْرِ
- وقد ورده وارد البحر بيته
- فما ظنهم بالبحر زيد إلى البحر
- علا مرتقى طرق طرق العفاة، وإنما
- تعمد أن يهدى له طارق السفر
- أعَمْرُو بنُ شَيبانٍ، وَشَيْبانُكُمْ أبي،
- إذا نُسبَتْ أُمّي، وَعَمْرُكُمُ عَمرِي
- شَكَتْ مَدَّها كَفّي وَكانتْ حَقيقةً
- بإبدالها تلكَ الشكيّةَ بالشّكرِ
- مَتى لا تَسُدّوا خَلّتي لا تُصِبْكُمُ
- شَذاتي، ولا يَسلُكْ سوَى نَهجه شعرِي
- وَهَلْ يُرْتَجَى عندي اتّساعٌ لمَغرَمٍ،
- إذا ضَاقَ عنكم عند مَسخَطةٍ عُذرِي
- أرَاقَبْتُمُ إجْلاَءَ عُسْرِي، وَإنّما
- ثَنَى رَغْبَتي تلقاءُ يُسرِكُمُ عُسرِي
- إذا ما استَوَتْ أقدامُنَا عندَ ثَرْوَةٍ،
- قَنَيْتُ حَيَائِي، أوْ رَجعتُ إلى قَدْرِي
المزيد...
العصور الأدبيه