الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> شط من ساكن الغوير مزاره >>
قصائدالبحتري
شط من ساكن الغوير مزاره
البحتري
- شَطَّ مِنْ ساكِنِ الغُوَيْرِ مَزَارُهْ،
- وَطَوَتْهُ البِلادُ، فالله جَارُهْ
- كلَّ يوْمٍ عن ذي الأرَاكِ خَليطٌ،
- يُلتَوَى وَصْلُهُ، وَتَعْفُو دِيَارُهْ
- فَسَقاهُمْ، وَإنْ أطالَتْ نَوَاهُمْ
- خِلْفَةُ الدّهرِ، لَيْلُهُ وَنَهارُهْ
- كلَّ جَوْنٍ إذا ارْتقى البرْقُ فيهِ،
- أُوقِدَتْ للعُيُونِ بالمَاءِ نَارُهْ
- إنْ أقَامَ ارْتَوَى الظِّمَاءُ، وَإنْ سا
- رَ أقامَتْ، أنيقَةً، آثَارُهْ
- باتّفاقٍ من خُضرَةِ الرّوْضِ نَضرٍ،
- وَاختِلافٍ يُجِدُّهُ نُوّارُهْ
- كَسُفُورِ الفَتاةِ عن حُسْنِ وجه،
- يتَكافَا ابْيضَاضُهُ وَاحمِرَارُهْ
- عِيلَ صَبرُ المُحِبّ مِمّا يُلاقِيـ
- ـهِ، وَلا غَرْوَ أنْ يُعالَ اصْطِبارُهْ
- يَبتَغي المَرْءُ وَقْفَةَ العَيشِ وَالعَيـ
- شُ سِجَالٌ، كَثيرَةٌ أطْوَارُهْ
- لا يَهِمّنّكَ التّمَاسُكُ مِنْ رَأ
- يِ مُعَنًّى، قُصَارُهْ إقْصَارُهْ
- قد يحولُ المُشتاقُ عن مُبرِحِ الشّوْ
- قِ، وَيَنْزَاحُ شَجْوُهُ وَادّكَارُهْ
- لَيتَ شِعرِي عَنِ اللئيم إذا ليـ
- ـمَ على فَرْطِ بُخلِهِ، ما اعتذارُهْ؟
- وَالجَوَادُ المَوْصُوفُ لَوْ لمْ يَعِبْهُ
- شِحُّهُ بالفَعَالِ، وَاسْتِئْثَارُهْ
- عَوّلَتْ بي عَلى عَليٍّ خِلالٌ،
- فيهِ، مِنْها عُلُوُّهُ وَفَخَارُ
- طَلَبَتْ سَعيَهُ الرّجالُ، وَيأبَى الـ
- ـبَحرُ إلاّ ألايُخاضَ غِمارُهْ
- يَدُهُ، أوْ لِسَانُهُ شَغَلَ الحَا
- دِثَ، وَالسّيفُ مَتنُه أوْ غِرَارُهْ
- ألْمُرَجّى نَوَالُهُ، وَالمعَلّى
- بَيتُهُ، وَالكَرِيمُ، عِتقاً، نِجَارُهْ
- أنْجَبَتْهُ أحْرَارُ فَارِسَ حُرّ الـ
- ـنفسِ، وَالبيْتُ خَيرُهُ أحْرَارُهْ
- لَهُمُ رَغْبَةٌ تُساقُ إليْهِ،
- وَرِضًى، حينَ تُبْتَلَى أخْبَارُهْ
- وَمَدارٌ عَلَيْهِ وَالفَلَكُ الضّخْـ
- ـمُ على كَوْكَبِ الشّماكِ مدارُهْ
- أفْرَصَتْهُ العُلا، فأصْبَحَ يَخْتَا
- رُ اصْطِفَاءً منها الذي يَخْتَارُهْ
- لمْ يكنْ وَسْمُهُنّ قَرْضاً يُؤدّيـ
- ـهِ، وَلا رِقُّهُنّ عِلْقاً يُعَارُهْ
- غُرّ مِنْهُ الجُهّالُ، حتى تَرَدّوا،
- وَقَديماً أرْدى الجَهولَ اغْتِرَارُهْ
- بَدَأْوا غَفْلَةً، وَثَنّوا بحَينٍ،
- وَانصِداعُ الزّجاجِ ثمّ انكِسارُهْ
- يَتَقضَى ضَمَانُهُ دَرَكَ الخَطْـ
- ـبِ وَبُعدِي على الزّمانِ جِوارُهْ
- نِعْمَ بادي الفَعالِ، يُرْجى جَداهُ،
- وَرِباطُ التّدبيرِ، يُخشَى انْتِشارُهْ
- فَمتى فاضَ مِنْ أكُفّ بَني الفَيّا
- ضِ نَيلٌ، فالنِّيلُ وَاستِبحارُهْ
- يَحْتَوي نَشرَهمْ، وقدْ ملأوا الأرْ
- ضَ نُجودُ العاقُولِ، أوْ أغوَارُهْ
- أنْزَلَتْهُمْ فيهِ دِيارَ إيَادٍ،
- وَقعَاتُ الصّفيحِ تَدْمَى شِفَارُهْ
- مَنْزِلٌ لا تَزَالُ تَسْري إلَيْهِ
- طُرُقُ الرَّغْبِ، قائِماتٍ مَنارُهْ
- كَمْ أضَافُوا خَليفَةً فيهِ فَخماً،
- وَأميراً ضَخماً، يخابُ حِوَارُهْ
- وَإذا النّهْرَوَانُ سَاحْ عَلَيْهِمْ،
- وَتَقَرّتْ رِباعَهُمْ أنْهَارُهْ
- رَاحَ عَنْهُ الزّيْتُونُ مُتّسِعَ الأفْـ
- ـيَاءِ، وَالنّخْلُ بَاسِقاً جُمّارُهْ
- أكْمَلَ الله في أبي الحَسَنِ الحُسْـ
- ـنَى، التي أُغرِيَتْ بها أوْطَارُهْ
- سَيّدٌ دَأبُهُ لَنَا الدْهْرَ وَفْزٌ،
- مِنْهُ إنْفَاقُ مُجْتَدٍ وادّخَارُهْ
- لا يَزَلْ رَائِدُ الحَوَادِثِ مُلْغًى
- عَنكَ، يَعدُوكَ رَيْبُهُ وَعِثَارُهْ
- كَمْ فَقيدٍ مِنَ التِّلادِ إذا نَقّـ
- ـبَ عَنْ شَانِهِ، فَعِندكَ ثَارُهْ
- أثَرٌ عَنْ مُحَمّدٍ يَأثَرُ المَجْـ
- ـدَ عَلَيكَ، اقتِفاؤهُ وَاقتِفارُهْ
- قَدْ تَطَوّلْتَ بالكَثيرِ، وَنَقْصٌ
- بيَ إذْ كنتُ، فوْقَه، استكثارُهْ
- فابقَ أُنْساً لَنا، فَما ضَحِكَ الدْهـ
- ـرُ إلَيْنَا، إلاّ وَعَنكَ افتِرَارُهْ
المزيد...
العصور الأدبيه