الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> سفاها تمادى لومها ولجاجها >>
قصائدالبحتري
سفاها تمادى لومها ولجاجها
البحتري
- سَفَاهَاً تَمَادَى لَوْمُهَا وَلَجاجُها،
- وإكْثَارُها فيمّا رأتْ، وَضِجَاجُها
- وَنَبْوَتُها، إنْ عَادَ كَفّيَ عِيدُها،
- وإنْ هَاجَ نَفسِي للسّماحِ هَياجُها
- هَلِ الدّهرُ إلاّ كربَةٌ وانجِلاؤها،
- وَشيكاً، وإلاّ ضِيقَةٌ وانفِرَاجُهَا
- تَقَضّى الهُمُومُ لمْ يُلَبِّثْ طُرُوقُها
- زَماعي، ولمْ يُغلَقْ عَليّ رِتَاجُها
- وإنّي لأُمْضي العَزْمَ، حتّى أرُدَّهُ
- إلى حَيثُ لا يَلوي الشّكُوكَ خِلاجُها
- إلى لَيْلَةٍ، إمّا سُرَاهَا مُبَلِّغي
- أجاوِدَ إخْوَاني، وإمّا ادّلاجُها
- وَمعا زَالَتِ العِيسُ المَرَاسِيلُ تَنبري،
- فتُقْضَى لَدَى آلِ المُدَبِّرِ حَاجُهَا
- أُنَاسٌ، قَديمُ المَكرُمَاتِ وَحَدْثُها
- لَهُمْ، وَسَرِيرُ العُجْمِ فيهمْ وَتَاجُها
- إذا خَيّمُوا في الدّارِ ضَاقَتْ رِبَاعُها،
- وإنْ رَكبوا في الأرْضِ ثارَ عَجاجُها
- مَلِيُّونَ أنْ تُسْقَى البِلادُ غِيَاثَهَا
- بأوْجُهِهِمْ حتّى تَسيلَ فِجَاجُهَا
- كأنّ، على بَغدادَ، ظِلَّ غَمَامَةٍ
- بجُودِ أبي إسحاقَ يَهمي انْثِجاجُها
- تَرَبّعْتَهَا، فازْدادَ ظاهرُ حُسْنِها،
- وأُضْعِفَ في لحظِ العُيُونِ ابتِهَاجُها
- فَلا أمَلٌ إلاّ عَلَيْكَ طَرِيقُهُ،
- وَلاَ رُفْقَةٌ إلاّ إلَيْكَ مَعاجُها
- يَدٌ لكَ عِنْدِي قَد أبَرَّ ضِيَاؤُها
- عَلى الشّمسِ حتّى كادَ يَخبُو سرَاجُها
- هيَ الرّاحُ تَمّتْ في صَفَاءٍ وَرِقّةٍ،
- فلَمْ يَبقَ للمَصْبُوحِ إلاّ مِزَاجُهَا
- فإنْ تُلحِقِ النُّعْمَى بنُعْمَى، فإنّهُ
- يَزِينُ اللآلي، في النّظامِ، ازْدِوَاجُها
- وَكنتُ إذا مارَسْتُ عندَكَ حاجَةً،
- على نَكَدِ الأيّامِ، هَانَ عِلاَجُها
- وَلِمْ لا أُغَالي بالضِّيَاعِ، وَقَدْ دَنَا
- عَليّ مَداها، واستَقَامَ اعوِجاجُها
- إذا كانَ لي تَرْييعُها واغْتِلاَلُها،
- وَكَانَ عَلَيْكَ كلَّ عامٍ خَرَاجُها
المزيد...
العصور الأدبيه