الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> ردي على المشتاق بعض رقاده >>
قصائدالبحتري
ردي على المشتاق بعض رقاده
البحتري
- رُدّي، على المُشتاقِ، بَعضَ رُقادِهِ،
- أوْ فاشرِكيهِ في اتّصَالِ سُهَادِهِ
- أسْهَرْتِهِ، حَتّى إذا هَجَرَ الكَرَى،
- خَلّيْتِ عَنهُ، وَنُمْتِ عَن إسعَادِهِ
- وقَسَا فُؤَادُكِ أنْ يَلينَ لِلَوْعَةٍ،
- بَاتَتْ تَقَلْقَلُ في صَمِيمِ فؤَادِهِ
- وَلَقَدْ عَزَزْتِ، فَهَانَ طوعاُ للهَوَى،
- وَجَنَبْتِهِ، فرَأيتِ ذُلَّ قِيَادِهِ
- مَنْ مُنْصِفي مِنْ ظَالِمٍ مَلّكْتُهُ
- وُدّي، وَلَم أمْلِكْ عيشر وَدادِهِ
- إنْ كُنتُ أعرف غَيرَ سَالِفِ حبهِ،
- فَبُليتُ، بَعدَ صُدُودِهِ، بِبِعَادِهِ
- قَدْ قُلتُ للغَيمِ الرُّكَامِ، وَلَجّ في
- إبْرَاقِهِ، وألَحّ في إرْعَادِهِ
- لا تَعْرِضَنّ لِجَعْفَرٍ، مُتَشَبّهاً
- بَنَدَى يَدَيهِ، فَلستَ مِنْ أنْدَادِهِ
- الله شَرّفَهُ، وأعلَى ذِكْرَهُ،
- وَرَآهُ غيث عِبَادِهِ، وَبِلادِهِ
- مَلِكٌ حَكَى الخُلَفَاءَ مِن آبَائِهِ،
- وَتَقَيّلَ العُظَمَاءَ مِنْ أجْدَادِهِ
- إنْ قَلّ شُكْرُ الأبْعَدِينَ، فإنّهُ
- وَهّابُ عِظْمِ طَرِيفِهِ، وَتِلاَدِهِ
- يَزْدادُ إبْقَاءً عَلى أعْدَائِهِ
- أبَداً، وإفضَالاً عَلى حُسّادِهِ
- أمَرَ العَطَاءَ، فَفَاضَ مِنْ جَمّاتِهِ،
- وَنَهَى الصّفيحَ، فَقَرّ في أغْمادِهِ
- يا كالىءَ الإسْلاَمِ في غَفَلاتِهِ،
- وَمُقيمَ نَهْجَيْ حَجّهِ وَجِهَادِهِ
- تَهْنيكَ في المُعْتَزّ بُشرَى بَيّنَتْ
- فِينَا فَضِيلَةَ هَدْيِهِ،، وَرَشَادِهِ
- قَدْ أدرَكَ الحِلْمَ الذي أبدَى لَنَا
- عَنْ حِلْمِهِ، وَوَقَارِهِ، وَسَدَادِهِ
- وَمُبَارَكٌ مِيلادُ مُلْكِكَ، مُخبِر
- بِقَرِيبِ عَهْدٍ كَانَ مِنْ مِيلادِهِ
- تَمّتْ لَكَ النّعماءُ فيهِ، مُمَتَّعاً
- بِعُلُوّ هِمّتِهِ، وَوَرْيِ زِنَادِهِ
- وَبَقيتَ حَتّى تَسْتَضِيءَ بِرَأيِهِ،
- وَتَرَى الكُهُولَ الشِّيبَ مِنْ أوْلادِهِ
المزيد...
العصور الأدبيه