الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> ربع خلا من بدره مغناه >>
قصائدالبحتري
ربع خلا من بدره مغناه
البحتري
- رَبْعٌ خَلاَ مِنْ بَدْرِهِ مَغنَاهُ
- وَرَعَتْ بهِ عِينُ الْمَهَا الأَشبَاهُ
- بَدَلاً شَنِيئاً مِن مَحَاسِنِ صُورَةٍ
- وَصَلَ الْقُلُوبَ بِنَاظِرَيْهَا اللهُ
- كانَتْ مُرَادَ عُيُونِنا فَرَمى الْهَوَى
- رَيْبُ الزَّمَانَ فَشَتَّ صَرْفَ قُوَاهُ
- ولَرُبَّمَا أَرْتَعْتُ رَوضَةَ حُسْنِهَا
- طَرْفِي ، وأَعْطَيْتُ الفُؤادَ مُنَاهُ
- مَا كَانَ عَهْدُ وِصَالِهَا لَمَّا نَأَتْ
- إِلاَّ كَحُلْمٍ طارَ حُلْوُ كَرَاهُ
- فَتَنَاسَ مَنْ لم تَرْجُ رَجْعَةَ وُدِّهِ
- وَوِصَالِهِ ، وتَعَزَّ عَنْ ذِكْرَاهُ
- بِمُجَنَّبٍ ، رَحْبِ الْفُرُوجِ ، مُشَذَّبٍ
- نابِي الْقَذَالِ ، حَدِيدَةٍ أُذُنَاهُ
- ضَافِي السَّبِيبِ ، مُقَلِّصٍ لم تَنْخَزِلْ
- مِنْهُ الْقَطَاةُ ، ولم يَخُنْهُ شَظَاهُ
- صَافِي الأَدِيمِ كَأَنَّ غُرَّةَ وَجْهِهِ
- فَلَقُ الصَّبَاحِ انْجَابَ عَنْهُ دُجَاهُ
- يَجْرِي إِذا جَرَتِ الجِيادُ عَلَى الْوَنى
- فَيَبُذُّ أْولى جَرْيِهَا أُخْرَاهُ
- يُدْنِيكَ مِنْ مَلِكٍ أَغَرَّ سَمَيْدَعٍ
- يُدْنِيكَ مِنْ أَقْصَى مُنَاكَ رِضَاهُ
- لو قِيلَ مَنْ حازَ السَّماحَةَ والنَّدَى
- يَوْمَ الْفَخَار ، لَقِيلَ ذَاكَ الشَّاهُ
- الشَّاهُ ، شَاهُ المَجْدِ غَيْرَ مُدَافَعٍ
- حازَ المَكَارِمَ كُلَّهَا بُرْدَاهُ
- مَا الْبَحْرُ مَلْتَطِمُ الْعُبَابِ يُمِدُّهُ
- بَحْرٌ يَفِيضُ بِسَيْبِهِ عَبْرَاهُ
- يَوْماً بأَسْمَحَ مِنْ أَسِرَّةِ كَفِّهِ
- فِي حَالَتَيْهِ بما حَوَتْهُ يَدَاهُ
- كَلاَّ ، ولا غَيْثٌ تَهَلَّلَ مُزْنُهُ
- بِحَيَا الوَرَى إِلاَّ كَبَعْضِ نَدَاهُ
- وَلَمَا أُسَامَةُ وَهْوَ يَحْمِي غِيلَهُ
- ووَاءَهُ مَعَ عِرْسِهِ شِبْلاَهُ
- بِأَشَدَّ مِنْهُ في الزَّعَازِعِ مُقْدِماً
- والمَوْتُ مُحْتَدِمٌ يَشُبُّ لَظَاهُ
- يَا كَاهِلَ الْمَجْدِ الَّذِي بفَعَالِهِ
- أَرْسَى قَوَاعِدَ طَوْدِهِ رُكْنَاهُ
- وسَنَامَ مَفْخَرِهِ ، وشَمْسَةَ تاجِهِ
- ونِظَامِهِ ، ومَكَانَ قُطْبِ رَحَاهُ
- لَمْ يَبْقَ حُرٌّ لم تَسِمْهُ نِعْمَةٌ
- جُلِيَتْ لَهَا يَوْمَ الفَخَارِ حُلاَهُ
- إِلاَّ وَلِيَّكَ فاعْتَبِدْهُ بِشَاحِجٍ
- لِطَرِيقِهِ لم يَحْوِهِ شَطَنَاهُ
- أَو مُقْرَبٍ رَحْبِ المَنَاخِرِ سابِحٍ
- يَشجَى بهِ يَوْمَ اللِّقَاءِ عِدَاهُ
- لَكَ هَامَةُ المَجْدِ التَّلِيدِ ، وهَضْبُهُ
- وشِعَابُهُ ، ونُجُودُهُ ، ورُبَاهُ
- مَا زِلْتَ لِلأَحْرَارِ أَحْرَزَ مَلْجَأٍ
- يَحْتَلُّ مِنْكَ الأَكرَمُونَ ذُرَاهُ
المزيد...
العصور الأدبيه