الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> خير يوميك في الهوى واقتباله >>
قصائدالبحتري
خير يوميك في الهوى واقتباله
البحتري
- خَيرُ يَوْمَيكَ في الهوَى وَاقتِبَالِهْ،
- يَوْمَ يُدنيكَ هاجِرٌ مِنْ وِصَالِهْ
- كُلّما قُلتُ: ثَابَ للقَلْبِ رُشْدٌ،
- عَاوَدَ القَلْبَ عائدٌ مِنْ خَبَالِهْ
- إنْ تُبَالِ الصّدودَ تَكَلفْ، وَما أنْـ
- ـتَ بحَيّ الأحْشاءِ، إنْ لَمْ تُبَالِهْ
- شَرّدَ النّوْمَ عَنْ جُفُونِكَ ضَنٌّ
- مِنْ حَبيبٍ بزَوْرَةٍ مِنْ خيَالِهْ
- وَاعتِلالٌ مِنْ وِدّ أوْطَفَ لا يُعْـ
- ـدَمُ بَثٌّ مِنْ طَرْفِهِ وَاعتِلالِهْ
- تَتَكَفّا النْفُوسُ إثْرَ تَكَفّيـ
- ـهِ امْتِثَالاً لمَيْلِهِ وَاعْتِدالِهْ
- كادَ شَاكي الهَوَى يُعادُ، وكادَ الـ
- ـخِلْوُ يُؤتَى مِلْكاً بِخَلْوَةِ بَالِهْ
- رُبّ رَغْبٍ نَقّبْتُ عَنْهُ فَلَمْ يَبْعُدْ
- ونُْجحٍ، أنشَطتُهُ من عِقَالِهْ
- وَقَوافٍ أهْدَيْتُها لِمُراعٍ
- حُسْنَ أمْثَالِها عَلى أمْثَالِهْ
- هِبرِزِيٌّ، يَرَى، وَإنْ فاضَ غَزْراً،
- لامتِداحي فَضْلاً عَلى إفْضَالِهْ
- وَالغِنى في القُنوعِ، أوْ سَيبِ ما يُغـ
- ـنيكَ وَشْكُ ابتِدائِهِ عَنْ سُؤالِهْ
- كأخيك ابنِ صَالِح بْنِ عَليٍّ
- في احتِمالِ الجَليلِ، وَاستِقلالِهْ
- مُوسِرٌ مِنْ خَلائِقٍ، تَترَاءَى
- مِنْ ضُرُوبِ الّربيعِ، أوْ أشكَالِهْ
- يَتَصَرّعْنَ للرّجَاءِِ دُنُوَّ الـ
- ـغيمِ، وَالوَدقُ خارِجٌ مِن خِلالِهْ
- كَمْ عَداتٍ تَضَمّنَ الجُودُ فيها
- رَدَّ إكْثَارَهُ إلى إقْلالِهْ
- ألحَقَ المُقْطَعَ الرجّاء، وَأدّتْ
- يَدُهُ آمِلاً إلى آمَالِهْ
- شَغَلَ الحاسِدينَ أنْ لمْ يَبيتُوا
- قَطّ مِنْ هَمّهِ، وَلا أشْغَالِهْ
- فاضِحاً سَعْيُهُمْ إذا ما تَعَاطَوا
- سَعيَهُ فُحشَ نَقصِهِمْ عن كمالِهْ
- لا تَسَلْ رَبّكَ الخَطيرَ، وَسَلْهُ
- خَصْلَةً تَستَفِيدُها مِنْ خِصَالِهْ
- لَوْ قَلِيلٌ كَفَى امْرَأَ مِنْ كَثيرٍ
- لاكْتَفَيْنَا بِقَوْلِهِ من فَعَالِهْ
- مُشرِقُ البِشْرِ كالحُسامِ أشَاعَ الـ
- ـقَينُ مَكتُومَ إثْرِهِ بِصِقَالِهْ
- يَتَجَلّى للرّاغِبِينَ بِوَجْهٍ
- تَلبسُ الأرْضُ حَليَها من جَمالِهْ
- رَاعَ مَعرُوفُهُ، فأرْبَى، وَبدرُ الـ
- أُفْقِ رَيْعٌ مُسْتَأنَفٌ مِنْ هِلالِهْ
- نَفَحَتْ كأسُهُ بطيبٍ، فَقُلْنَا
- أُعْطِيَتْ نَشْرَ خِلَةٍ من خِلالِهْ
- إنْ فَزِعْنَا إلَيْهِ في الرّاحِ أدّتْـ
- ـنَا إلَيْها طَوْلاً سُيُوبُ سِجالِهْ
- نَتَلَقّى المُدامَ مِنْ يَدِ حُرٍّ
- يَخْتَطيهَا لَنَا إلى حُرّ مَالِهْ
- إنْ بَذَلْنَا لَهُ اقْتِصَاراً عَلَيْها،
- جَازَ عَنْها إلى جَزِيلِ نَوالِهْ
- فَتَرَكْنَا يَمينَهُ لِجَداهُ،
- وَاستَمَحْنَا ناجودَهَا مِنْ شِمَالهْ
المزيد...
العصور الأدبيه