الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> خطته فلم تحفل به الأعين الوطف >>
قصائدالبحتري
خطته فلم تحفل به الأعين الوطف
البحتري
- خَطَتْهُ فَلَمْ تَحفِلْ به الأَعيُنُ الْوُطفُ
- وكانَ الصَّبَا إِلفا فَفَارَقهُ الإلْفُ
- وأَسْلى الغَوانِي عَنْهُ مُبيضُّ فَوْردهِ
- وَكانَ يُغَنَّيهِنَّ مُسْودُّهُ الوَحْفُ
- فَكمْ مَوعِدٍ أَتْوَينهُ ولَويْنَهُ،
- فأَوَّلُهُ مطْلٌ ،وآخِرُهُ خُلْفُ
- جَفَا مَضْجَعِي، وأَيُّ مَضجعِ مُغرْمٍ
- يُقضُّ بِلوغَاتِ الفِراقِ فَلاَ يَجْفُو
- وجَدْت الْمُحبِّين اسْتُرقَّت دُمُوعُهُمْ
- فَهُنَّ عَلىأَشجَان لَوعتِهمْ وقْفَ
- إِذا احتَدَمتْ أَكبادُهُمْ مِنْ صَبَابَةٍ
- تضَرَّم مِنها في جَوَانِحِهِمْ رَضْفُ
- وَزوْرِ خَيالٍ بَعْدَ وَهْنٍ أَلمَّ بي
- وَأَحشاؤُهُ مِنْ فرْطِ خِيفتِهِ تَهفُو
- وقد أَشرقتْ حتَّى أَقامت وجُوههَا
- على جِهَةِ الغَرْبِ الفَوارِسُ والرِّدفُ
- وُقُوفاً بِأَعْلَى منظَر قَد تَوَازَنتْ
- مَنَاكِبُ مِنْهُمْ مِثلَ ما وَقَفَ الصَّفُّ
- أَرى التَّاسَ صِنْفَي رفْعةٍ ودناءةٍ،
- طَغَامُهُمُ صِنْفُ وأَعْيانُهُمْ صِْفُ
- لقدْ شَرَّدَ الأَعرابَ كُلَّ مُشَرَّدٍ
- تَسوُّقُ غَادٍ في سياقَيهِ عَسْفُ
- زُحُوفٌ إِذا ما مَعشَرٌ زاغَ رأْيُهُمْ
- فَلمْ يسْتَقيمُوا سَارَ تِلْقاءهُمْ زَحفُ
- رأَت رُشدَها عِجْلُ فَثابَتْ حُلُومُها
- وَلَمْ يَعْشَ مِنْها عَنْ مَراشِدها طرْفُ
- وجَاءت بنُو شَيبانَ تَنْشُدُ حِلفها
- ولاَ إِلَّ لِلعاصي لَدَيْكَ ولاَ حِلْفُ
- كَأَنَّ الوَدِيعِييَّنَ لَيلَةَ جِئْتَهُمْ
- هَوَى بِهمُ في غُمرِ مسجُورَةٍ جُرْفُ
- مضَوْا بيْنَ أَضعافِ الخُطُوبِ كما مَضتْ
- جَدِيسُ،وبانَتْ عَنْ مَنازِلها هَفُّ
- وَلاَ لابْنِ سَيَّارِ مِنَ الأَمرِ بَعدها
- خِياَرٌ إِذا اخْتارَ القسِيمُ ولا نَصْفُ
- وأَضْحوا وكانُوا لا يُنهْنِهُ شَغْبَهُمْ
- إِذا قيلَكُفُّوا تَخمُّطِكُمْ كَفُّوا
- ولمَّا استَقَرتْ في جلُولاَ ديارُهُمْ
- فلا الظَّهْرُ من ساتِيدَ ماءَ ولا اللَّحْفُ
- أَقامُوا نَدامًى مُترعاتٌ كؤُوسُهُمْ
- لدَيهمْ ،وصرْفُ الدَّهر بَيْنَهُمْ صِرْفُ
- تَوافَتْ لَهُمْ آجالُهُمْ فَكَأَنَّهُم
- لَقُوا صَعْقةً أَو فصَّ بينهُمْ حتفُ
- ورامتْ بَنُو تَيْمٍ بِكرْماءَ مُتعةً
- فما كَرُموا عِندَ اللِّقاءِ ولا عفُّوا
- وما بَرحَ التَّفْرِيطُ حتى أَصارهُم
- إِلى خُطةٍ فيها الخزِيَّةُ والخْسفُ
- إِذا انْتَزفُوا خِلْفا مِنَ الشَّرِ رَدَّهُمْ
- أِلى أَول الوِرْد ِالذي أنتزفوا خِلْفُ
- وإِلاَّ يُنِيبوا تَقْضِبِ القُضُبُ الرَّدى
- وسُمْرٌ بسَابرُّوجَ تَمنعُها عُجْفُ
- وإِلاَّ يُنِيبُوا صَاغِرينَ ويَرْجِعُوا
- تَدُرْ بينْهُمْ كَأَسُ الحِماَمِ بِكَ الصِّرْفُ
- لَنَا حَاتِمانِ للمُجَدِّدِ مِنْهُما
- على المُبْتدِي في كُلِّ مَكْرمُةٍ ضِعْفُ
- خَلائِقُ إِن ْأَكْدى الحَيا في غَمامِهِ
- تتابَعَ عُرفاً من كَرَائِمِها العُرْفُ
- أَحاطَتْ بِآفاقِ المَعَالي وأَشرَفتْ
- بَها نَخوةٌ من أَن يُحيطَ بِها وَصفُ
- لبِسْنَا مِنَ الطَّائيِّ آثارَ نِعْمَةٍ
- تبينُ عَلَى مرِّ اللَّيالي ولا تَعْفُو
- إِذا سَبَقتْ مِنْهُ يَدٌ فَتُشُوهِرتْ
- أَبَّرتْ عَليها مِنْ نَداهُ يَدٌ تَقْفُو
- وأَلفَانِ مَا يَنْفكُّ يدْنو مَداهُما
- فَمِنْ مَالِهِ أَلفٌ،ومنْ جاهِهِ أَلفُ
المزيد...
العصور الأدبيه