الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> جدد بكاء لبين جديد >>
قصائدالبحتري
جدد بكاء لبين جديد
البحتري
- جَدَّد بُكاءَ لبَينٍ جَدِيدْ،
- وَنَبّهَ أقاصَي الدّمُوعِ الهُجُودْ
- فَسَوفَ تُحِلُّ الخَليطَ القَرِيبَ
- دَوَاعي النّوَى في مَحَلٍّ بَعيدْ
- شَكَوْنَا الصّدودَ فَجَاءَ الفِرَا
- قُ، فأنسَى الجَوَانحَ وَقعُ الصّدودْ
- لَئِنْ لَمْ تَكُنْ سَلْوَةٌ فالحِمَا
- مُ يكونُ قُصَارَ المُحبّ العَميدْ
- أجِيرَانُنَا أذمَعُوا عَنْ زَرُودٍ
- رَحيلاً، وَما رابهمْ مِنْ زَرُودْ
- تَوَلّوْا بِبيضٍ كَمِثْلِ الظّبَاءِ
- مِنَ الآنِسَاتِ الرّعابيبِ، غِيدْ
- مزجنا كُؤوسِ الهوَى، مرّةً،
- بتلْكَ العُيُونِ، وتِلْكَ الخُدُودْ
- لكَ الفَضْلُ مُتّصِلاً يا مُحَمّـ
- ـدُ بنُ حُمَيدِ بنِ عَبدِ الحَميدْ
- أمَا وَأبي طَيِّءٍ، إنّها
- لَتَفْخَرُ مِنْكَ بِمَجْدٍ مَجيدْ
- بِحَلٍّ وقْدٍ وَحَزْمٍ وفضلٍ
- ونَيَلٍ وبذل وبَأسٍ وَجُودْ
- عَطاؤكَ فيها وَفي غَيرِها،
- جَزِيلُ الطّرِيفِ، جزيلُ التّليدْ
- إذا قيلَ قَدْ فَنيَ السّائِلُونَ
- قالَتْ عَطاياكَ: هَلْ من مَزِيدْ
- وَكمْ لكَ في النّاسِ مِنْ حاسِدٍ،
- وَفي الحَسَدِ النّزْرِ حَظُّ الحَسودْ
- يَودُّ الرّدَى لكَ كانَ الرّدَى
- بهِ، وَوَقَيْنَاكَ فَقْدَ الفَقيدْ
- وَلَوْ تم لا تَمّ تَأميلُهُ،
- لَكَانَ بِذَلكَ غَيرَ السّعيدْ
- إذا طأطأ الذّلُّ مِنْ ناظِرَيْهِ
- وكَلَلَ مِنْ طَرْفِ بَازٍ حَديدْ
- وَمَدّ الهَوَانُ عَلى شَخْصِهِ
- حَوَاشي ثيابٍ، منَ الذّلّ، سُودْ
- وَحَلّ لَهُ عَقْدَ أمْرٍ وَثيقٍ،
- وَهَدّ لَهُ رُكْنَ عِزٍّ شَديدْ
- عَلَوْتَ عَلى خَمْسَةٍ أمْجَدينَ
- كِرَامُ الفَعالِ، كرَامُ الجدودْ
- عَلَوْتَ عَلَيْهِمْ، على أنّهُمْ
- صَناديدَ مِنْ حيّ نَبهانَ صِيدْ
- هُمْ سادَةٌ غَيرَ أنّ النّجُومَ
- لَيسَتْ تُقَاسُ ببَدْرِ السّعُودْ
- بَقيتَ لَنا، يا أبَا نَهْشَلٍ،
- بَقَاءَ البَقَا، ولُودَ الخُلُودْ
المزيد...
العصور الأدبيه