الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> جائر في الحكم لو شاء قصد >>
قصائدالبحتري
جائر في الحكم لو شاء قصد
البحتري
- جائر في الحكم لو شاء قصد
- أخذ النوم وأعطاني السهد
- غابَ عَمّا بِتُّ ألْقَى في الهَوَى،
- وَهُوَ النّازِحُ عَطْفاً لَوْ شَهِدْ
- وَبِنَفْسي، والأمَاني ضِلّةٌ،
- سَيّدٌ يَصْدُفُ عَنّي وَيَصُدّ
- حَالَ عَنْ بَعْضِ الذي أعْهَدُهُ،
- وأرَاني لمْ أحُلْ عَمّا عَهِدْ
- كَيْفَ يَخفَى الحُبّ منّا، بعدما
- قَامَ وَاشٍ بِهَوَانَا، وَقَعَدْ
- لَسْتُ أنْسَى لَيْلَتي مِنْهُ، وَقَدْ
- أنْجَزَتْ عَيْنَا بَخِيلٍ ما وَعَدْ
- عَلِقَتْ كَفٌّ بكَفٍّ بَيْنَنَا،
- فاعْتَنَقْنَا، فالتَقَى خَدٌّ وَخَدّ
- وَتَشَاكَيْنَا مِنَ الحُبّ جَوًى،
- مَلأَ الأحْشَاءَ نَارَاً تَتّقِدْ
- أيّهَا الجازِعُ أجْوَازَ الفَلاَ،
- يَطلُبُ الجدوَى من القوْمِ الجُمُدْ
- خَلِّ عَنْكَ النّاسَ لا تُغْرَرْ بِهِمْ،
- واعْتَمِدْ بحر الإمَامِ المُعتَمَدْ
- مَلِكٌ، يَكفيكَ مِنْهُ أنّهُ
- وَجَدَ الدّنْيَا، فأعطَى ما وَجَدْ
- لَوْ مِنَ الغَيثِ الذي تَجرِي بهِ
- رَاحَتَاهُ مِنْ عَطَاءٍ لَنَفِدْ
- هِمّةٌ نَعْرِفُهَا مِنْ جَعْفَرٍ،
- وَخِلالٌ فيهُ يَكْثُرْنَ العَدَدْ
- أشرَقَتْ أيّامُنَا في مُلْكِهِ،
- وازْدَهَتْ، حُسْناً لَيالينا الجُدُدْ
- حَقّقَ الآمَالَ فِيه كرم،
- مَلأَ الدّنْيَا عَطَاءً وَصَفَدْ
- نُصِرَتْ رَايَاتُهُ أوْ ناسَبَتْ
- رَايَةَ الدّينِ ببَدْرٍ وأُحُدْ
- فله كل صباح في العدى
- وقعة تثلم فيهم وتهد
- وأبو الصهباء قد أودى على
- حوله الخيل كما أودى لبد
- فَرّ عَنْهُ جَيْشُهُ، حَيثُ الظُّبَا
- شُرّعٌ، تَفْرِي طُلاَهُمْ وَتَقُدّ
- مُسْتَقِلاًّ، في رَهَا رَجْرَاجَةٍ،
- للقَنا فيها اعْتِدَالٌ وأوَدْ
- فَلَهُ، كُلَّ صَبَاحٍ، في العِدَى
- وَقْعَةٌ تَثْلِمُ فيهِمْ، وَتَهُدّ
- مِنْ قُرَيّاتِ بَلاسٍ يَنْتَهي
- بهِمِ الرّكْضُ إلى حيطانِ لِدْ
- إرْمِ بالكَهْلِ على جُمْهُورِهِمْ،
- تَرْمِ مِنْهُ بالشّهَابِ المُتّقِدْ
- وَلَقَدْ رَاعَ الأعادي خَبَرٌ
- مِنْ طَلَمْجُورَ، وَقَدْ قيلَ يَفدْ
- عَلّني أسْرِي عَلى مِنْهَاجِهِ،
- أوْ أُوَافي مَعَهُ ذاكَ البَلَدْ
المزيد...
العصور الأدبيه