الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> تخل من الأطماع إما تخلت >>
قصائدالبحتري
تخل من الأطماع إما تخلت
البحتري
- تَخَلّ منَ الأطماعِ، إمّا تَخَلّتِ،
- وَوَلّ صُرُوفَ الدّهْرِ ما قدْ تَوَلّتِ
- لَقَدْ كانَ لي فيما تَطَوّلَ جعفَرٌ
- بِهِ منْ أيادٍ أنهَضَتْ، فَأقَلّتِ
- ذَخائِرُ تَنْهَى النفْسَ عمّا تجشّمَتْ،
- وما استحسنَتْ من عذْرِها، وَاستحلّتِ
- أبا حَسَنٍ، بُعْداً لكفٍ تَذَبْذَبَتْ
- إليْكَ، وَرِجْلٍ في رَجائِكَ زَلّتِ
- أرَى حاجَتي يدنُو إليْكَ منالُها،
- فإنْ مُدّتِ الأيْدي إلَيْها تَعَلّتِ
- وَلمْ أرَ مِثْلي قِيدَ بالمَطْلِ وَالمُنى،
- وَلا مِثْلَ نَفْسي للدّنِيَةِ ذَلّتِ
- وَقدْ كان عنْدي للصّنيعَةِ مَوْضِعٌ،
- لَوَ أنّ سَماءً منْ نَداكَ استهلّتِ
- يُقَلّلُها بالشكرِ، إنْ هِيَ كثّرَتْ،
- وَيُكْثِرُها بالعُذْرِ، إنْ هيَ قَلّتِ
- ترَكْناكَ لا يَبْكي الرّجاء الّذي انقضَى،
- وَلا تنْدُبُ الآمالَ حينَ اضْمَحلّتِ
- وَما فيْكَ للرّكبِ المُرَجّينَ مَرْغَبٌ،
- فتُلقَى، وَلكِنّ الرّكائِبَ كَلّتِ
المزيد...
العصور الأدبيه