الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> تبا للحمك أيها اللحام >>
قصائدالبحتري
تبا للحمك أيها اللحام
البحتري
- تَبًّا لِلَحْمِكَ أَيُّها اللَّحَّام ،
- وَلِخُبْزِكَ الوَتِحِ الَّذِي تَسْتَامُ
- باكَرْتَ خَلَّتَنَا ورأَسُكَ أَشْيَبٌ
- ولَوَيْتَ حاجَتَنَا وأَنْتَ غُلامُ
- في كلِّ حالَيْكَ اكْتَسَبْتَ مَذَمَّةً
- لا ثَرْوَةٌ حُمِدَتْ ولا إِعْدامُ
- قَدْ كَانَ واجِبُنَا عَلَيْكَ مَبَرَّةً
- إِنْ لَمْ تُيَسَّرْ تُحْفَةٌ فَسَلامُ
- ظَْلنَا بِبَابِ الرُّومِ نَرْقُبُ هَلْ نُرَى
- نُزُلاً لِنازِلةِ الْمُرَيْجِ يُقَامُ
- هَيْهات بَرْقُكَ خُلَّبُ عَنْ مِثلِ مَا
- خِلْنَا ، وغَيْمُكَ دُونَ ذاكَ جَهَامُ
- أَوَ لَمْ يُعَلِّمْك ابْنُ أَيُّوبِ النَّدَى
- وَيُعِرْكَ مِنْهُ فَضْلَ ما يَعْتَامُ
- بَلْ كيْفَ تَقْدُرُ أَنْ تُحَوَّلَ شِيمَةً
- ثَقُلَتْ قَوَاعِدُها فَليْسَ تُرَام
- مَا لِلجَزِيرَةِ حِيلَةٌ فِي مَذْهَبٍ
- قَدْ أَفْنَتِ المَجْهُودَ فِيهِ الشَّامُ
- لا بُدَّ مِنْ كَلِمٍ يَسِيرُ ، ورُبَّمَا
- جَازَي الفَعَالَ نما جَناهُ كَلامُ
- إِلاَّ يَكُنْ هَجْوٌ يَعُرُّ فإِنَّهُ
- سَيَكُونُ عَتْبٌ مُعْنِفٌ ومَلاَم
- وَصِحَابُكَ الكُتَّابُ لَمْ يَكُ عِنْدَهُمْ
- نَقْضٌ بِصاَلِحَةٍ وَلا إِبْرَامُ
- لا قُدِّسَتْ تِلكَ الدّوِيُّ ولا زَكَتْ
- يَوْمَ التَّغابُنِ الأَقْلامُ
- كعُوَيْمِلِ الصَّدَقاتِ مُزْدَهِياً بِها
- والكَلْبُ فيها سارِقٌ ظَلاَّمُ
- وأَضُنُّها حِلاًّ لَهُ مِنْ فاقَةِ الْـ
- ـإِمْلاقِ إِذْ هِيَ لليَتِيمِ حَرامُ
- نَسِيَ الخُلاَلَةَ والصَّفَاءَ وَلَمْ تَطُلٍْ
- بَيْنِي وبَيْنَ الْحائِنِ الأَيَّامُ
- وتَسَتُّرُ ابْنِ أَبِي الرَّبيعِ مَوَائِلاً
- مِنا كأَنَّا خَلْفَهُ غُرَّامُ
- وَتَخَوُّفُ المَصَّاصِ أَن يَغَشى لنا
- رِجْلاً ،فمادا يَرْهَبُ الحَجَّامُ
- ثَكِلَتْكُمُ أَمَّاتكمْ ،أَفَلاَ يَدٌ
- تُرْعَى ، أَلا وَصْلٌ أَلاَ إِلْمَامُ ؟
- أَيْنَ التَّقَيُّدُ أَنْ يُخَلَّ بِوَاجِبٍ
- أَو أَنْ يُضاعَ مِنَ الصدِيقِ ذِمَامُ ؟
- مَاذا عَلى إِسْحَاقَ أَنْ تَصْفُو لنا
- مَعَكمْ مَوَدَّةُ عِشرَةٍ ومُدَامُ ؟
- جَحَدَتْ نَصٍيبُونَ الإِخَاءِ وأَنْكَرَتْ
- مِنْ حَقِّنَا مَا يَعْرِفُ الأَقْوَامُ
- فُقِدَ الْوَفَاءُ بِهَا ، وإِنِّي خائفٌ
- في أَهْلِها أَنْ يُفْقَدَ الإِسْلامُ
المزيد...
العصور الأدبيه