الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> بقومي جميعا لا أحاشي ولا أكني >>
قصائدالبحتري
بقومي جميعا لا أحاشي ولا أكني
البحتري
- بقَوْمي جَميعاً لا أُحاشِي، وَلا أَكْني،
- أبو جَعفَرٍ بْْحرُ العُلاَ وَحيَا المُزْنِ
- فتى العَرَبِ المَدْعُوُّ في السّلْمِ للنّدى،
- وَفارِسُها المَدْعُوُّ في الحِرْبِ للطّعنِ
- سَحابٌ إذا أعْطَى، حَرِيقٌ إذا سطا،
- لهُ عِزُّةُ الهِنديّ، في هِزّةِ الغُصْنِ
- لَجَأنَا إلى مَعْرُوفِهِ، فَكأنّنَا،
- لمِنْعَتِنا فيهِ، لجَأنَا إلى حُصْنِ
- أطَاعَ العُلى في كُلّ حُكْمٍ أتَتْ بهِ،
- فأقصَى الذي تُقصِي، وَأدنى الذي تُدْني
- لِشَهْرِ رَبيعٍ نِعْمَةٌ مَا يَفِي بها
- ثَنَاءٌ، وَلَوْ قُمْنا بأضْعَافِهِا نُثْني بيت
- أمِنّا صرُوفَ الدّهرِ من بَعدِ خوْفِها
- لَدَيهِ، وَبَعدَ الخَوْفِ يُؤنَسُ بالأمنِ
- تَرَدَّدَتِ الأَيَّامُ فِيهِ ، وأَقْبَلَتْ
- قِبَاحُ ،اللَّيالِي وَهْيَ بادِيةُ الحُسْنِ
- غَداةَ غَدا مِن سِجنِهِ البَحرُ مُطلَقاً،
- وَما خِلتُ أنّ البَحرَ يُحظَرُ في سجنِ
- وَلَيْسَتْ لَهُ إلاّ السّماحَ جِنَايَةٌ،
- إذا أُخِذَ الجَاني ببَعضِ الذي يَجني
- تَقلْقَلُ مِنْهُ في الحَديدِ عَزِيمَةٌ،
- يكِلُّ الحَديدُ عن جَوانبِها الخُشنِ
- حُزُونَةُ أَيَّامٍ مَرَرْنَ بِهَضْبَةٍ
- فأَقْلَعْنَ مِثْلَ المارِنِ اللَّيِّنِ الَّلدْنِ
- فَما فَلّ رَيْبُ الدّهرِ مِن ذلكَ الشَّبَا،
- وَلا زَعزَعَ المَكرُوهُ من ذلكَ الرّكنِ
- وَلَمّا بَدا صُبْحُ اليَقِينِ، وَكُشّفَتْ
- بهِ ظُلمةُ الطَّخياءِ عن شُبهَةِ الظّنِّ
- تجَلّى لَنا مِنْ سِجنِهِ، وَهوَ خارِجٌ
- خرُوجَ شُعاعِ الشمسِ من جانبِ الدَّجنِ
- يَفيضُ، كما فاضَ الغَمامُ تَتابَعَتْ
- شَآبيبُهُ بالهَطْلِ مِنْهُ، وَبالهَتنِ
- محَمّدُ عِشْ للمَكرُماتِ التي اصْطفَتْ
- يَداكَ، وَللمَجدِ الرّفيعِ الذي تَبْني
- فكَمْ مِنْ يَدٍ بَيْضاءَ مِنكَ بلا يَدٍ،
- وَمِنْ مِنّةٍ زَهْراءَ مِنكَ بِلا مَنّ
المزيد...
العصور الأدبيه