الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> بعينيك إعوالي وطول شهيقي >>
قصائدالبحتري
بعينيك إعوالي وطول شهيقي
البحتري
- بعَيْنَيْكِ إعْوَالي وَطُولُ شَهيقي،
- وَإخفاقُ عَيني مِنْ كرًى وَخُفُوقي
- على أنّ تَهْوِيماً، إذا عارَضَ اطّبَى
- سُرَى طارِقٍ في غَيرِ وَقتِ طُرُوقِ
- سَرَى جائباً للخَرْقِ يَخشَى، وَلم يكنْ
- مَلِياً بإسْرَاءٍ، وَجَوْبِ خُرُوقِ
- فَباتَ يُعاطيني، على رِقبَةِ العِدَى،
- وَيَمْزُجُ رِيقاً مِنْ جَنَاهُ برِيقي
- وَبِتُّ أهَابُ المِسْكَ مِنْهُ، وأتّقي
- رُداعَ عَبيرٍ صَائِكٍ، وَخُلُوقِ
- أرَى كذبَ الأحلامِ صِدقاً، وَكم صَغتْ
- إلى خَبَرٍ أُذنَايَ، غَيرِ صَدُوقِ
- وَما كانَ مِنْ حَقٍّ وَبُطْلٍ، فَقدْ شَفى
- حَرارَةَ مَتْبُولٍ، وَخَبْلَ مَشُوقِ
- سَلا نُوَبَ الأيّامِ مَا بَالُها أبَتْ
- تَعَمُّدَ، إلاّ جَفْوَتي وَعُقُوقي
- مُزِيلَةُ شِعْبَيّ وَشِعْبَ أصَادِقي،
- ودَاخِلَةٌ بَيْني وَبَيْنَ شَقيقي
- أرَانَا عُنَاةً في يَدِ الدّهْرِ نَشْتَكي،
- تَأكُّدَ عَقْدٍ مِنْ عُرَاهُ وَثيقِ
- وَليسَ طَليقُ اليَوْمِ مَنْ رَجَعَتْ له
- صُرُوفُ اللّيالي، في غَدٍ، بطَليقِ
- تَفَاوَتَتِ الأَقسَامُ فِينَا، فَأفْرَطَتْ
- بظَمْآنَ بَادٍ لُوحُهُ، وَغَرِيقِ
- وَكنتَ، إذا ما الحادثاتُ أصَبنَني
- بهائِضَةٍ صُمّ العِظَامِ دَقُوقِ
- شَمَختُ، فلَمْ أُبْدِ اختِتاءً لشامتٍ،
- وَلمْ أبتَعِثْ شكْوَى لغَيرِ شَفيقِ
- أرَى كلّ مُؤذٍ عاجزاً عَنْ أذِيتي،
- إذا هُوَ لمْ يُنْصَرْ عَليّ بمُوقِ
- وَلَوْلا غُلُوُّ الجَهْلِ مَا عُدّ هَيْناً
- تَكَبُّدُ سُخطي، وَاصْطِلاءُ حرِيقي
- تَشُفُّ أقَاصِي الأمْرِ في بَدَآتِهِ
- لعَيْني، وسِترُ الغَيبِ غَيرُ رَقيقِ
- وَما زِلتُ أخشَى مُذْ تَبَدَّى ابنُ يَلبَخٍ
- عَلى سَعَةٍ مِنْ أنْ تُدالَ بضِيقِ
- وَما كانَ مَالي غَيرَ حُسوَةِ طَائِرٍ،
- أُضِيفَ إلى بحرٍ بِمِصْرَ عَمِيقِ
- لَئِنْ فَاتَ وَفْرِي في اللّثَامِ فلم أُطقْ
- تَلافِيَهُ، مُستَرْجعَاً بِلُحُوقِ
- فَلَستُ ألومُ النّفسَ في فَوْتِ بُغيَةٍ،
- إذا لمْ يكُنْ عَصْري لهَا بِخَليقِ
- أَما كانَ بَذْلُ العَدْلِ أيْسَرَ وَاجبي
- على المُتَعَدّي، أوْ أقَلَّ حُقُوقي
- إذا ما طَلَبْنا خُطّةَ النِّصْفِ رَدّها
- علَينا ابنُ خُبْثٍ فاحِشٍ، وَفَسوقِ
- وَعَاهِرَةٍ أدّتْ إلى شَدِّ عَاهِرٍ
- مُشَابِهَ كَلْبٍ في الكِلابِ عَريقِ
- لَيلبَخَ أو طُولونَ يُعزَى، فقد حوَتْ
- على اثْنَينِ زَوْجٍ مِنْهُما، وَعَشيقِ
- فَأيُّهُما أدّاهُ، فَهْوَ مُؤخَّرٌ
- إلى ضَعَةٍ مِنْ شَخْصِهِ، وَلُصُوقِ
- فَقُلْ لأبي إسْحَاقَ، إمّا عَلِقْتَهُ،
- وَأينَ بِنَاءٍ، في العِراقِ، سَحيقِ
- لَقَدْ جَلّ مَا بَيْني وَبَيْنَك، أنّنَا
- عَلى سَنَنٍ مِنْ حَرْبهِ، وَطَريقِ
- وَإنّ أحْقّ النّاسِ مِنّي بِخِلّةٍ،
- عَدُوُّ عَدُوّي، أوْ صَديقُ صَديقي
المزيد...
العصور الأدبيه