الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> برح بي الطيف الذي يسري >>
قصائدالبحتري
برح بي الطيف الذي يسري
البحتري
- بَرّحَ بي الطّيفُ الذي يسْرِي،
- وَزَادَني سُكْراً إلى سُكْرِي
- وَنَشْوَةُ الحُبّ، إذا أفْرَطَتْ
- بالصّبّ جازَتْ نَشوَةَ الخَمْرِ
- لله مَا تَجني صُرُوفُ النّوَى
- على حَديثِ العَهْدِ بالهَجْرِ
- مَهْزُورَةُ القَدّ، إذا ما انثَنَتْ
- في مَشْيِها، مَهْضُومَةُ الخَصرِ
- يَلُومُني في حُبّهَا مَنْ يرَى
- أنّ لَجَاجَ اللّوْمِ لا يُغرِي
- لَمْ أرَ كالمُعْتَزّ في حِلْمِهِ الـ
- ـوَافي، وَفي نَائِلِهِ الغَمْرِ
- يُستَصْغرُ البَحرُ، إذا استُمطرَتْ
- يَدٌ له تُرْبي على البَحْرِ
- عُلاهُ في أقصَى مَحَلّ العُلا،
- وَفَخرُهُ في مُنْتَهَى الفَخْرِ
- بَينَ بَني المَنْصُورِ، وَالكامِلِ الـ
- ـأخلاقِ، وَالسّجّادِ، وَالحَبْرِ
- خَليفَةٌ تَخْلُفُ أخْلاقُهُ الـ
- ـقَطْرَ، إذا غابَ حَيَا القَطْرِ
- جنىا النّدَى مِنْ كَفّهِ يجْتَني،
- وَمَاؤهُ في وَجْهِهِ يَجْرِي
- كأنّما التّاجُ، إذا ما عَلا
- غُرّتَهُ بالدُّرَرِ الزُّهْرِ
- كَوَاكِبُ الفَكّةِ في أُفْقِها،
- دَنَتْ فحَفّتْ غُرّةَ البَدْرِ
- يا وَاحِدَ الأملاكِ مِنْ هاشِمٍ،
- وَسَيّدَ الأشْرَافِ مِنْ فِهْرِ
- أُعْطيتَ أقصَى مُدّةِ الدّهْرِ،
- مُمَتَّعاً بالعِزّ وَالنّصْرِ
- جَدّدَ إحْسانُكَ لي دَوْلَتي،
- وَزَادَ في جاهي، وَفي قَدْرِي
- في كُلّ يَوْمٍ مِنّةٌ لا يَفي،
- ببَعْضِها، حَمدي، وَلا شكرِي
- إنْ كُنْتَ مُعْدِي على ظالمي،
- أثرَيتُ، أوْ زدْتُ على المُثرِي
- ما صَاحبُ الدّيوَانِ بالمُرْتَضى،
- وَلا الحَميدِ الفِعْلِ في أمْرِي
- أخّرَني عَنْ مَعْشَرٍ كُلُّهُمْ
- مُؤخَّرٌ عَنّي، وَعَنْ شِعرِي
- يُجيبُني عَنْ غَيرِ قَوْلي، إذا
- عاتَبْتُهُ في الحِينِ وَالشّهْرِ
- إنْ كانَ يَدْرِي، فَهوَ أُعجوبَةٌ،
- وَخِزْيَةٌ إنْ كانَ لا يَدْرِي
- أقَلُّ مَا يُوجِبُهُ الحَقُّ أنّ
- الحَقّ بالدّارِيّ، أوْ نَصْرِ
المزيد...
العصور الأدبيه