الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> بالله أولى يمينا برة قسما >>
قصائدالبحتري
بالله أولى يمينا برة قسما
البحتري
- بِالله أَولَى يَمِيناً بَرّةً، قَسَمَا،
- ما كانَ ما زَعمَ الوَاشِي كمَا زَعَمَا
- فكَيفَ يَترُكُني مَن لَستُ أتْرُكُهُ،
- أسْيَانَ أنشُدُ حَبلاً منهُ مُنْصَرِما
- كمْ قد تَلَفّتُّ فيما فاتَ من عُمُرِي،
- أستَبعِدُ العَهدَ من سُعدَى وَما قَدُما
- لا تَعْدُ أرْبُعَهَا السُّقْيَا، وَلا سِيَّما
- رَبْعاً تَأبّدَ مَغْنَاهُ عَلى إضَمَا
- جارَتْ عليهِ صرُوفُ الدّهْرِ، إذْ حكمتْ،
- وَالدّهرُ يَقرُبُ من جَوْرٍ إذا حَكَمَا
- إنِ التَمَستُ رُجُوعاً مِنْ بَشَاشَتِهِ،
- لمْ أُلْفِ مُلْتَمَساً قَصْداً وَلا أَمَمَا
- متى جرَى الدّمعُ عَن بَينٍ تَقَدّمَهُ الـ
- ـهِجرَانُ كانَ خَليقاً أنْ يكُونَ دَمَا
- يَهْوَى الوَداعَ وَجيهٌ عِندَ غاِيتِه
- يَلْتَذُّ مُعْتَنِقاً مِنْها، وَمُلْتَزِما
- أحْلى مُعَاطيكَ كَأْساً أوْ مُنَاوَلَةً،
- مُعطيكَ خَدّاً نَقيّاً صَحنُهُ، وَفَمَا
- ألنّاسُ إمّا أخُو شَكٍّ يُرَبّثُهُ
- عَنْ شانِهِ، أوْ أخو عزمٍ مضَى قُدُمَا
- ما لي أرَى عُصَباً خَفّتْ إلى وَرَقِ الـ
- ـدّنْيا، وَأغفَلَتِ الأخطارَ وَالهَمَمَا
- يُبتَدِرُونَ الحُطامَ المُسْتَعَارَ، ولَمْ
- يُهدَوْا فيَبتَدرُوا الأخلاقَ وَالشّيَمَا
- إذا ابْتَدَا بُخَلاءُ النّاسِ عَارِفَةً،
- يَتْبَعُها المَنُّ، فالمَرْزُوقُ مَنْ حُرِمَا
- خَلِّ الثّرَاءَ، إذا أخْزَتْ مَغَبّتُهُ،
- وَاختَرْ علَيهِ، على نُقصَانِه، العَدَمَا
- إلى أبي يُوسُفٍ أَجتَابَتْ رَكَائِبُنَا
- تِلكَ الدّآدىءَ، بالروْيَانِ، وَالظّلَمَا
- إلى مُقِلٍّ مِنَ الأكْفَاءِ، لوْ طَلَبوا
- مكانَ مُشبِهِهِ، في الأرْضِ، ما عُلمَا
- إذا صَدَعْنا الدّجَى عَنّا بغُرّتِهِ،
- خِلْنَا بِها قَبَساً نَجلُوهُ،قََدْ ضَرَمَا
- ما قالَ مُعتَمِداً إنّ الغَمَامَ حكَى
- نَداهُ، إلاّ غَبيُّ الظّنّ، أوْ وَهَمَا
- تَعْنُو لَهُ وُزَرَاءُ المُلْكِ، خاضِعََةً،
- وَعادَةُ السّيفِ أنْ يِستَخدمَ القَلَمَا
- إنْ كانَ أسلَمَ حُصْنُ البَمِّ أمس فما
- أَلامَ فِيهِ بِمَا أَعْطَى ولا لَؤُمَا
- سارَتْ إلَيهِ زُحُوفٌ، إنْ نحَتْ بَلَداً
- أعْطاهُ قَاطِنُهُ مِنْ خيفَةٍ سَلَمَا
- ولا ابْنُ جُسْتَانَ يَلْحَى فِي الفِرارِ، وَقد
- رَأى أوَائِلَهَا، فانصَاعَ مُنْهَزِما
- وَما ابنُ هَرْثَمَةَ المَشهُورُ مَوْقِفُهُ،
- إلاّ الحُسامُ أصَابَ الدّاءَ، فانحَسَمَا
- إنْ أطرَقَ استَوْحشتْ للخوْفِ أفئدَةٌ،
- وَيَملأ الأرْضَ من أُنسٍ، إذا ابتسمَا
- ضَاهَتْ محَاسِنَهُ الحُسّادُ طامعةً
- للّوْمِ مِنْ جَهلِها أنْ يَغمُرَ الكَرَمَا
- وَطاوَلُوهُ إلى العَلْيا، فَفَاتَهُمُ
- نَجمُ السّماءِ تَعَلّى، فوْقَهمُ، وَسَمَا
- يأتي مُرَجّوهُ أفْوَاجاً لِنَائِلِهِ،
- يَسْتَرشِدُ الفوْجُ بالفوْجِ الذي اقتَحَمَا
- ماضٍ على عَزْمِهِ في الجُودِ لوْ وَهبَ الـ
- ـشّبابَ، يوْمَ لقاءِ البِيضِ، ما نَدِمَا
- لا يَبرَحُ الحَزْمُ يِستَوْفي عَزِيمَتَهُ،
- أقَامَ مُبْتَدِئاً، أَمْ سَارَ مُعتَزِمَا
- أرْضَى خُرَاسانَ، حتّى لا ترَى عرَباً
- تَنْبُو على حُكمِهِ فيها، ولا عَجَما
- سيْلٌ تَجَلّلَ قُطْرَيها، فطَبّقَهَا،
- يَعُمُّ غائرَها المَخفوضَ، وَالأكَمَا
- بَلْ كانَ أقْرَبَهُمْ مِنْ سَيْبِهِ سبباً
- مَن كانَ أبعدَهمْ من جِذمِهِ رَحِمَا
- لَوْلا تألُّفُهُ، والصّدْعُ مُنْفَرِجٌ،
- بالقَوْمِ ما التَأمَ الشّعبُ الذي التَأمَا
- نَفسِي فِداؤكَ حُرّاً، للنّدَى عَبَداً،
- وَهاضِماً باقتِدارِ السّطوِ مُهْتَضَمَا
- كانَتْ بَشاشَتُكَ الأولى التي ابْتَدأَتْ
- بالبِشرِ، ثمّ اقتَبَلْنَا بَعدَها النّعَمَا
- كالمُزْنَةِ استُؤنِفَتْ، أُولى مَخيلَتِها،
- ثمّ استَهَلّتْ بغَزْرٍ تَابَعَ الدِّيَمَا
المزيد...
العصور الأدبيه