الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> إن الحكيم له مقال سائر >>
قصائدالبحتري
إن الحكيم له مقال سائر
البحتري
- إِن الحكيمَ لهُ مَقَالٌ سائرٌ
- يَلتَذُّهُ ما قَالَ أُذْنُ السَّامِعِ
- لا حُكمَ إِلا مِنْ تُقًى وتَوَاضُعٍ
- أَوْ لا فإِنَّ الحُكْم َليسَ بنافعِ
- وكَذا الحُكُومةُ من أَثمَّةِ هاشِمٍ
- مِنْ لَدْنُ أَولهمْ إِلى ذَا التَّاسعِ
- فَعَلى امْريء جَمَعَ القُرَانَ وفَسرهُ
- من عِلْمِهِ صَافِي الدَّخيلةِ جامعِ
- وَسما إلي الأَمرِ الجَليلِ بِنَفسِهِ
- وبفَضْلِ معْرِفَةٍ وعِلمٍ بارعِ
- أَلَّ يَجوزَ لَدَيهِ حُكْمٌ عادِلٌ
- إِلاَّ بِعدْلِ شَهادةٍ من قاطِعِ
- وبِشاهِدٍ يتلُوهُ عَدلٌ مِثلهُ
- في كُلِّ أَمرٍ مُسْتَنِير ساطعِ
- أَو لا فَقَدْ جارت حُكُومةُ حُكْمِهِ،
- وكَذاكَ فِعْلُ الخاطِىءِ المُتَتَابِعِ
- أَفَجِئتني برَّا ،وترجِعُ مُغْضَباً
- من قَولِ عبدٍ أو غُلامٍ تابعِ؟
- أَفلا كَتبْتَ بِبَعْضِ ما أَنكرْتَهُ
- وفعلْتَ فِعْلَ المْنصِفِ المُتَوَاضِع؟
- قَبْلَ اعْتقَادِكَ لِلْقَطِيعةِ جائراً
- تَشْكُو أَخاك لَدَى الطَّريق الشَّارعِ
- بالظَّنِّ تَحْتِمُهُ عَليْنَا ظالِماً،
- والظَّنُّ ليسَ عَلَى اليَقينِ بواقِعِ
- فَلأَهْتِفنَّ غداً بحُكمِكَ في الْوَرَى
- أَو تَستَجيرَ بكُل ِّخِلٍّ شَاسِعِ
- وأَنا امْرُؤٌ أَبتاعُ وُدَّ ذَوي النُّهى
- بجَميعِ ما أَحوي ولَستُ بِبائِعِ
- وإِذا هَفا خِلِّي بِغَيْر تَعَمُّدٍ
- أَغْضَيْتُ غيرَ مُبَايِنٍ ومُمَانِعِ
- وكَذَاك ما لأَدَعُ العِتابَ مُخَفِّفاً
- ولِذَاكَ ما أَوْليتَ لَيس بِنافِعِ
المزيد...
العصور الأدبيه